جِرار طافحة – محمد النعيمات

إنه فمي
وهاتانِ اللتانِ تبكيانِ : عيناي
ولكنه ليس صوتي
وهذه ليست دموعي
فأنا ولدتُ
كجرّةٍ صغيرةٍ فارغةٍ
لا دموع فيها
ولا صرخات
ربما لأن جسدي
كان ضئيلاً
لا يتسع لشيء
أو لأن جلدي
كان رقيقاً
لا يصلح ليكون حقيبة
إلا أنهم
– حين اتسعت –
سكبوا في جوفي أحزانهم
دلقوا في أُذنيَّ أصواتهم
فصار لي فمٌ واسعٌ
وشفتانِ كبيرتان
وها أنا الآن
كجرةٍ طافحةٍ
كلما هزّني أحدهم
سكبت ما ليس لي
دلقت ما لا يعنيني

من ديوان: أصابع وحواف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى