عكس عقارب الساعة – كيشوار ناهيد

حتى لو أن عينيّ أصبحتا نَعليْ قدميك
حتى لو حدث ذلك، فإن الخوف لن يتركك
وحتى لو كنت فاقدة البصر
فما زلت أستطيع أن أحسُّ بالأجساد والجمل
كما الرائحة العطرة.

حتى لو أنني، حفاظاً على سلامتي، أمرغ أنفي في التراب إلى أن يختفي
حتى لو حدث ذلك، فإن هذا الخوف لن يتركك
وحتى لو كنت فاقدة الشّم
فما زال في مقدوري أن أقول شيئا.

حتى لو أن شفتيّ، اللتين تلهجان بالثاء على تقواك
اعتراهما الجفاف وأمستا بلا روح
حتى لو حدث ذلك، فإن هذا الخوف لن يتركك
وحتى لو كنت فاقدة النطق
فما زال في مقدوري أن أمشي.

حتى بعد أن أحكمت وثاق الحياة العائلية بالأصفاد،
الخجل والحياء اللّذان يطوّقان قدميّ أصاباني
من بعدك بالشلل
فإن هذا الخوف لن يتركك
وحتى لو كنت فاقدة القدرة على المشي
فما زال بمقدوري أن أفكر.

خوفك من كوني حرّة طليقة، ومن كوني على قيد الحياة
ولديّ القدرة على التفكير قد تقودك، من يدري، إلى أيّة متاعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى