قيصر باييخو – اكتشاف الحياة – ترجمة أحمد يماني

be here by delawer omar dbqeiie قيصر باييخو - اكتشاف الحياة - ترجمة أحمد يماني
be here
by Delawer-Omar

أيها السادة! اليوم هي المرة الأولى التي أنتبه فيها لوجود الحياة. أيها السادة! أتوسل إليكم أن تدعوني حرا للحظة، كي أتذوق هذا الشعور المهول والعفوي والطازج للحياة، فاليوم، للمرة الأولى، يفتنني ويجعلني سعيدا حتى البكاء.

إن فرحي يأتي من مجهولية عاطفتي واغتباطي يرجع إلى أنني من قبل لم أستشعر وجود الحياة. لم أشعر به من قبل. يكذب من يقول إنني شعرت به من قبل. يكذب وكذبه يجرحني إلى درجة أنه يجعلني بائساً. إن فرحي يأتي من إيماني بهذا الاكتشاف الشخصي للحياة ولا يمكن لأحد أن يذهب ضد هذا الإيمان. كائنا من كان ليسقط لسانه، لتسقط عظامه وليتعرض لخطر أن يجمع عظاما أخرى، غريبة، كي يقف على قدميه أمام عينيّ.

لم يحدث أبدا، إلا الآن، أن كانت هناك حياة. لم يحدث أبدا، إلا الآن، أن عبر بشر. لم يحدث أبدا، إلا الآن، أن كانت هناك منازل وشوارع وهواء وأفق. إذا جاء الآن صديقي بِيْراه فسأقول له إنني لا أعرفه وإن علينا أن نبدأ من جديد. متى عرفتُ، حقيقة، صديقي بِيْراه؟ اليوم ستكون المرة الأولى التي سنعرف فيها بعضنا. سأقول له أن يذهب ويعود وأن يدخل ليراني، كما لو كان لا يعرفني، أي، للمرة الأولى.

أنا الآن لا أعرف أحدا ولاشيئا. أنتبه في بلد غريب، حيث الجميع يتجسد في الولادة من جديد، ضوء لا يخفت لعيد الظهور. لا يا سيدي، لا تتحدث إلى ذلك الرجل. أنت لا تعرفه وكلام فارغ غير متوقع كهذا سيفاجئه. لا تضع قدمك فوق هذه الحصاة الصغيرة: من يعرف قد لا تكون حصاة واذهب لتضرب في الفراغ. كن حذرا فنحن في عالم مجهول تماما.

يا لقلة الوقت الذي عشته! إن مولدي من القرب بحيث أنه لا توجد وحدة لقياس عمري. إذا كنت قد ولدت لتوي! إذا لم أكن قد عشت إلى الآن! أيها السادة: أنا من الصغر لدرجة أنني أسع اليوم بالكاد.

لم يحدث أبدا، إلا الآن، أن سمعت هدير العربات حاملة أحجارا من أجل إنشاء بوليفار هاوسمان. لم يحدث أبدا، إلا الآن، أنني تقدمت موازيا الربيع، قائلا له:

«لو كان الموت آخر… »

لم يحدث أبدا، إلا الآن، أن رأيت أشعة الشمس الذهبية على قباب كنيسة القلب المقدس. لم يحدث أبدا، إلا الآن، أن اقترب مني طفل ونظر إليّ عميقا بفمه. لم يحدث أبدا، إلا الآن، أن عرفت أن ثمة بابا، بابا آخر والغناء القلبي للمسافات.

دعوني! لقد ضربتني الحياة الآن في موتي كله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى