لا للرثاء – دوريان لو

لا تأسفي على شيء
لا على الروايات الثقيلة التي أنهيت قراءتها
-فقط-
لتعرفين من قتل الطباخ
ولا الأفلام التافهة التي أسالت دموعك في الظلام
رغم ذكاءك ودرايتك
ولا الحبيب الذي تركته مرتجفًا في ساحة السيارات
بالفندق، بعد أن لكمته حتى ألتصق بالباب،
أو الآخر الذي تركك مرتدية فستانك وحذاءك الأحمرين
حذاؤك، ذلك الذي يؤلم أصابعك،
لاتندمي عليهما أيضًا.
ولا الليالي التي دعوت فيها الله بأسمائه كلها
ولعنت أمك
وغرقتِ مثل كلب في كنبة غرفة المعيشة،
تقضمين أظافرك
وتسحقك الوحدة.

كان مقدر لك استنشاق الليالي الدخانية
أن تكسحي حلقات البصل العالقة بأرضية
المطعم القذر
أن ترتدي المعطف المهترأ
ذي الأزرار السائبة والجيوب الممتلئة بأعواد
الثقاب المحترقة
لقد قطعت هذه الشوارع آلاف المرات
وانتهى بك المطاف هنا.
لا تأسفي على أي منها
ولا يوم من تلك الأيام الضائعة التي
أمضيتها بلا رغبة في تعلم شيء
عندما كانت أضواء الملهى هي النجوم الوحيدة
التي تؤمنين بها
تحبينها لتفاهتها، ولكونها لاتنتظر من ينقذها.
لقد قطعت مسافات بعيدة على ظهر كل خطيئة
عدت بعيون متورمة وحزينة
لكن هادئة كمنزل بعد إلقاء التلفاز
من النافذة أعلى السلم
مسالمة كفأس مكسور
خالية من التوقعات
اهدأي
لا تزعجي نفسك بتذكر أيًا من ذلك الآن
دعينا نتوقف هنا
عند الزاوية أسفل اللافتة المضيئة
لنراقب البشر بينما يمرون.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى