مارغريت آتوود – اللحظة – ترجمة آية علي

اللحظة

اللحظة التي – وبعد سنوات عديدة

من العمل الجاد، والإبحار الطويل –

تقف فيها، بمنتصف غرفتك:

بيت، نصفُ فدّان، ميل مربّع، جزيرة، بلد

وأنت تدركُ أخيرًا

كيف نِلتَ هذا،

وتقول :

كلّه ملكي،

هي ذاتها اللحظة التي ترتخي فيها

من حولك

أذرعة الأشجار الناعمة،

تستعيدُ الطيورُ لغتها

تتصدّع المنحدرات وتنهار

وكموجة؛ يتراجع عنك الهواء

حتى لا تعود قادرًا على التنفّس.

” كلّا ” يُهمهمون؛

” لا شيء ملكُك ”

زائرًا كنت، في كل مرة

متسلقًا الهضبة، غارسًا العلم، مُناديا.

لم ننتمِ لك قط،

ولم تجدنا البتة

فلطالما كان الأمر

أبدًا على النقيض.

___________________

قصيدة: ” طفل حزين ”/

…..

حزينةٌ أنتِ، لأنّكِ حزينة

إنها علّةٌ نفسيّة، علةٌ كيميائية، هو العمر

اذهبي لرؤية طبيب نفسي،

أو تناولي حبّة دواء

أو احتضني حزنك

كدميةٍ بلا عينين،

أنتِ بحاجة إلى النوم.

نعم، كل الأطفال حزانى

لكنّ بعضهم يتخطّى ذلك،

عدّدي النعم التي لديك،

أو أفضل من ذلك،

اشتري قبّعة.

اشتري معطفًا، أو حيوانًا أليفا

ولأجل النسيان،

استعيني بالرقص.

نسيانُ ماذا؟

حزنك، ظلّك

أيًا كان ذلك الذي حدث لك،

حينما أتيتِ، في حفلة الحديقة

متوهّجٌ بالشمس وجهُك

وعابسٌ بالسكّرِ فمُك

بفستانكِ الجديدِ ذي الشّرائط

وببقع الآيس كريم،

خاطبتِ نفسكِ في المراحيضِ قائلة:

لستُ أنا بالطفل المُفضّل.

عندما تصل الأمور، ياعزيزتي، إلى هذا

إذ يُخفقُ الضوء، ويزحفُ الضباب نحوك

وتجدين نفسكِ محاصرةً

في جسدكِ المنقلِب

تحت بطانية، أو تحت سيارةٍ تحترق

واللهيب الأحمر، يتسرّب منك

نحو الخارج

مشعِلًا الطريق الإسفلتي

بجانبِ رأسك

أو الأرض، أو الوسادة.

لا أحد منّا هنا

وإلا

فجميعُنا كذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى