أحمد محمد إماموفيش – في العالم البهيج بالفئران والرطوبة

أيّ نوع من الأبواب عندك
ثبّته بمكانٍ
لكيلا تسمع صريره، أو تراه.
.
أيّ نوع من الأبواب
مهما كان طوله
أحكِم غلقَه
مع إمكانية فتحه بسهولةٍ،
أغلقه بآليةٍ بسيطة
حتى لا ينفتح أبداً.
حتى لا تسمع كيفما تسمع
أو ترى كيفما ترى.
.
أصواتُ بابكَ
من صفيحٍ فارغٍ بغطاءِ سيلوفان منقّط.
فلنضغط رقابنا
بروابط عنقٍ مغسولة،
ونرتدِ سراويلنا من التنظيف الجاف،
لنرمِ إيصالاتِ الخدمة
ثم نأخذ ساعاتنا نُصلحَها،
لنغلق أبوابنا بآليةٍ محكمة
لنمنع من معنا بالداخل
أن يأتونا من الخارج.
.
أغلق بابكَ
وطالب النجّار البدين بصنع بابٍ آخر
أمّن على نفسكَ بأقفالٍ
وأجهزةِ أمانٍ
ثم نَم مع أحلامٍ لذيذة
ألا يأتوا إليكَ، دون استئذانٍ
لتناول الشاي والبسكوت.
.
انزل بنفسكَ إلى القبو
وتعايش مع الفئران، مع الرطوبة
في العالم البهيج بالفئران والرطوبة.
.
لا تدع أحداً يطرقُ بابكَ
خلّ أمركَ للباب، دون طَرْق
فالأبواب السميكةُ مقهورةٌ،
قد تنقذك، هي أبوابٌ مثالية
تُركّبها واحداً بعد آخر
بمعدّات ثقيلةٍ مُعقّدة في الخلاء.
.
ضع مِطرقتك في الألواحِ السميكة
في شِقّها المعدّ لتسليم رسالةٍ صغيرة مأمولة،
ثم جمّع مراكبَ أولادٍ، من ورقٍ
تحفظه للردّ على خطابات.
جمّع مراكبَ أولادٍ
لتمخرَ بها عُبابَ مواسيرِ المجاري
كغوّاصات صغيرة.
.
عِش مع الباب، من جانبه الداخليّ
اقضُمه. كُلْ منه واشرب
نَزّل وزنك
وزِدْ وزنك
معه، ازرعْ واستدفئ
مُرتجفاً قربَ بابكَ.
.
مُتْ، دون أن تُحيي ذكرياتك
في مِصعدٍ، جاء بكَ من حيث أتيتَ.
مثل رفيقٍ مسافر
بعصيرٍِ من طماطم.
.
حتى لا يصيبكَ الجنونُ، أحياناً قليلة
ادعُ أصحابكَ لزيارتكَ
لكن أدخلهم من مسالك أخرى
فهذه الأبوابُ لا تُفتَح.

ترجمة: محمد عيد إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى