أشرف الجمال – مثل رأس كبش قديم

ohne titel in der erde 1987 أشرف الجمال - مثل رأس كبش قديم
Jurgen Partenheimer

مثل رأس كبشٍ قديمٍ

علقتُ حزني على باب شقتي

وخرجتُ

خرجتُ إلى الشارع

الشارع الذي لا بَشَرَ فيه ولا حياة

أنا من أحباب العزلة

وأحترم كثيراً مرضى الاكتئاب

أُقدّرُ من كل قلبي أفكارهم العدمية حول العالم

أُقدّرُ كراهيتهم العميقة للأضواء والصخب والألقاب المثيرة للشفقة

مقتهم المُعتّق للكهنة الرسميين للشعر والكتابة وخُطبة الجمعة

أُجلُّ هوسهم بابتكار مدافن جديدة لذكرياتهم

الحقيقة لم أخرج لأجل شيءٍ سوى أن أرجعَ بعاهرةٍ في يدي

وأعود أدراجي

أتلقى اتصالاً مفاجئاً من صديقةٍ غاليةٍ لديها الرغبة

في أن تشاركني طقساً كهذا

أتعلل بأنني مريضٌ وفي طريقي للطبيب في مدينةٍ أخرى

لا أحب أبداً أن أشوّه أرواح أصدقائي

أصدقائي أغلى بكثير من أخبيء أحزاني كألغامٍ مؤقتةٍ تحت جسورهم

لا أحب أن تختنقَ أسماكُهم الصغيرة في المياه القاحلة بروحي

هم أبرياءُ أكثر مما ينبغي .. ولا يمكنني استثمار هذا

مثل التلميذات الجميلات اللائي يشتبه على قلوبهن حب المعلم كفارسِ أحلامٍ

وإجلاله كأبٍ يتسع لاحتضان مواجعهم

ليس ثمة عَارٌ أشد حقارةً من أن تتربحَ من حزن الصغار

من تدفق ينابيع قلوبهم – في نزق الغزلان الوليدة – لاكتشاف الصحراء

حنينهم القاني كالدم لتشحن به أنانية عروقك اليابسة

أصدقائي دائما يظهرون في التوقيت الخاطيء

يكونون ملائكةًً

في الوقت الذي لا أريد سوى أن أكون شيطانا

ويكونون شياطين في الوقت الذي أكون فيه مذبوحا بقسوة

بحنيني إلى الله

إنني أسكر كثيراً وأحضر الحضرات مخموراً ومُثقلا

على رأسي وحُولٌ من المعاصي

وقلبي مثقوبٌ كمركبٍ غارقٍ

لا أعرف ماذا يغنّي المريدون في الحضرة

لكنني أبكي…

ربما من أجل البكاء

من أجل الضياع…

وربما من أجل اللامعنى

شيخي يقول: ” أنتَ مُطارَدٌ كذئبٍ

وعلى قميصك دمٌ ليوسفَ

لكنني كلما ألقيتُ بدلوٍ في الجب لا يخرج سواك من المريدين

ضائعٌ أنتَ لتجدَ قلبكَ ” ..

كأنما تريد أن تمنحني أملاً يا شيخي

أنا ضائعٌ ولا أرغب أن أوجد

تائهٌ ولا أبحث عن هدى

فاسقٌ ولا أفكر في توبة

لكنني لا أعرف لماذا أحب أن أذهب للحضرة

مخموراً

لكي لا أدري ما الذي يحدث وما الذي يقال

وما الذي تفهمه روحي – لتبكي لأجله –

ولا أفهمه ..

لقد أقلعتُ منذ زمنٍ عن الأسئلة

الأسئلةُ تفسد قلبي

كما يُفسِدُ الدودُ لوزة القطن

من الغباء جداً .. وربما علامة على انطماس القلب

أن تستطيع أن تُفرّقَ – كلما نظرتَ إلى عاهرةٍ –

إن كانت القاتل

أم القتيل

إن كانت حجابَ روحك

أم بصيرتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى