أعمق من المعنى، أشفُّ من البلور – بلقيس الملحم

بدمي الأبيض
وغزالتك الهاربة أكتبكِ،
وجهك الساطع
عيناك اللؤلؤيتان
ثغرك العسلي
جسدك القطني
حبيبتي قبل ألف عام
حبيبتي الليلة وغدًا وحين حملك بين ذراعي
بأحبار اللوز أرسم على زندك غصنين
لا تبالين
تمررين لسانك وتغلقين سيجارتين كوبيتين
كنت تلفينهما على فخذيك
أعصرك وأردد:
أحبك!

هل تسمعين صوتي؟
جربي أن تجمعيه من حناجر العصافير
لا يمكن رميها بحجر
ولا أن تحط جميعها على أغصان يديك
حتى ذراعيك الطويلتين لا تكفي لاحتضانهما
أردد أغنية قصيرة بطول الحب
أين تذهب أنفاسكِ حينها؟

تنبتين في فمي
أتمدد دون أن أجرحك بجذوري
بقصيدة رطبة أتلوها
تنسكبين
كأسًا أشربك
كأسين تشربينني
في الإغماض الخفيف
في الهمس
في الزحف بطيئًا على بطن المسافة
توجد نقطة
أسميها بذرة الكون
حاء الحسن
باء الفضاء
فوق العالم
تحت بذور لم تنبض بعد
بين هضبتين
وأشجار الرمان الكثيفة
من نافذة مهملة تسربت أرواحنا
وتمددت جوار بحر من الظلام والنور
سيطلع القمر غدًا ويغيب
دون سديم يغشى السماء
ألف نجمة باردة وُلدت من قُبلنا
فتعاقبت
أعرف بأن بعضها اختفى
بعضها ضاع
وبعضها هبط من لهيب الأنفاس

قولي
من أين تأتين بجيوشك؟
تُلغّمين الهواء
تفتحين قلاع العالم
ينصاع الماء
ولا تعصيك الزهور
ثم تنفجر كل هذه القبل الطويلة
تنزلقين كزيت عطري
فلا أجدك

إلى أين تذهبين بعقلي الذي غرست به جناحين فطار؟
يا بحرًا من الحلوى
ومنديل حرير
أفيك يتجلى الكمال السرمدي؟
أين تذهبين بي يا حلمًا يبتسم بينما الليل يتكدس في الطريق
تقولين وأنت السرمدي في قلبي
هات نبالك وارمي بها صيدك
يوم كان التنور يفور
والطوفان أصعب الأسئلة
كنا نتشبث بجذع شجرة
كانت الشجرة طيبة وفوق هذا كله
قطف منها الثمار
مرة أطعمتك أصابعي
مرة أطعمتني أصابعك
ومرات غفونا ونحن نرضع منا
امنحيني يا شهية الصمت شيئًا من الجنون
كوني حريقًا
أو مأرز الرغبة
عطر العفة
نور الجبين
حزنًا داكنًا
فرحًا ناصعًا
فوضى وعبث
وهدوء تام

كوني آخر قوسين يغيبان
أول شمس تطلع
رحيق زهرة
بقايا دخان
خطأ منزهًا
لعنة لن تتكرر
كوني كل شيء
لكن إياك إن تدفني ذكرانا
فيحل ظلام لن نراه أو يرانا!

15-6-1440هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى