الشوارع تعرفه من حذائه – مختارات – وديع سعادة

1-
الشوارع تعرفه من حذائه

بين الإسفلت وبينه

عمرٌ من المشي

لديه أسمال

وحذاء

قديمٌ لكنَّه صار أليفاً مع قدميه

والشوارع لا تعرفه

إلاَّ به.

2-
لديَّ حلم

لديَّ حلمٌ يا مارتن لوثر كينغ

حلمٌ صغير

أنْ أُعيد إلى الأرملة فلسها

وحلم

أنْ أقعد مع الكسيح

وأنْ يمرَّ هواء لطيف

بين قدميه المشلولتين والبلاطة التي يقعد عليها.

3-

كان جميلاً

كان جميلاً منكم أن تحيُّوهم وهم يشدُّون الحبال

كي يربطوا شرايينهم بالشجر

أن تنظروا إليهم على الأقل

كي تروا عروق التعب

وتعرفوا كيف

تأتي الثمار إلى موائدكم.

كان جميلاً أن يكون بينكم وبينهم نظرة

كي تروا، على الأقل، الدمعَ من بعيد

كي تعرفوا

ماذا يفعل الدمع في التراب

ماذا يفعل الدمع في الأرض.

4-
نملٌ على الجدار

حجرٌ آخر في الجدار؟

بل أحجار

أيُّها “الطوفان الزهريّ”

لكن لا يزال نملٌ

يتسلَّق عليها.

5-
المروحة لا تدور

المروحة لا تدور يا ألن غينسبرغ

كان ذاك هواءً يدور في رأسي

حلْمَ هواء

لا يحرِّك المروحة.

6-

عرفتُ كيف يحنُّ الغصن

عرفتُ كيف الشجرة تحنُّ

إلى غصنها المتخشّب

لكن عرفتُ أيضاً

كيف يحنُّ الغصنُ

إلى الخشبة.

7-

الذي عبَرَ اسمَهُ

كتبَ اسمَهُ على الحائط كي يتذكّر العابرون أنه مرَّ من هنا

كتبَ اسمَهُ وذهب

وحين عاد

حاول عبثاً أن يتذكَّر

من هو هذا الاسم المكتوب على الحائط.

8-

يده

يده تذرّيها الريح إن عَلَت

وإن انخفضت يخفيها التراب

يد عالقة في جسد

عليه أن يلحق بها

ولا يعرف إلى أين تذهب.

9-

للريح أطفال أيضاً

للريح أطفال أيضاً

تشرذمهم على امتداد عبورها

وتتركهم وحيدين.

للريح أطفال على الطرقات

هلاميّون، عراة ويتامى

يلوّحون للمارَّة كي يروهم

علَّ نظرات العابرين تكسو هباءَهم

فتصير لهم أجساد

ويُرَوْن.

10-

أخفضِ الصوت

أخفضِ الصوتَ أرجوك

أريد أن أسمع السكون ماذا يقول

ربما يقول: تعالَ

وأريد أن أتبعه.

11-

هل رأيتَ السنونوة؟

هل رأيتَ السنونوة ؟

أظنُّها ستعبر من هنا

على جسدي نَبَتَ ريش يشبهها

نبتتْ سنونوات تريد رفيقاً

ولا تحطُّ على غصن حين تطير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى