العالم خلف الكواليس _أمل البابلي

من هنا ؟

– أنا العمر الذي رحل
الشيخوخة الآتية
تتثاءب على لون شعرك المبيض
كنت ترغب أن تكون شاهدا على قبر قتيل مجهول …
الحجر الأسود ينام تحت الأرض
وجندي يقف أمام مراياك
وآخر يحوم فوقه الغراب
وثالث تهتز الشمس على رأسه
ورابع ينتصب حاملا راية العالم
العالم الذي لم يأبه بمن رحل
كأنهم قطيع زائد عن جينات البشرية
حين يجيء موعد الثلج
ترقص اقدامهم وهم قرفصاء
إلا أنه في وقت ما .. كان هنالك مكان ما في كون لا يتذكر جنوده
فقد كانوا لا يملكون الكثير من الأصدقاء
وخطيئتهم الكبرى أنهم مازلوا على قيد الموت
دون هوية
ماتوا غير معروفين بوجوههم الشاحبة
وشفاههم المتيبسة..

من هناك ؟
أنا الظل الذي لا يفارقك ليلاً
دون أن تراه
يحملك طبعة محدثة أخيراً في المختبر
مثل مسرحية هاملت التي لم تمثل سابقاً
ذكرى خالدة في عصر هجين
فأكون كمحرك طائرة يحاول الطيران فيزأر بشدة .
،
من انت ؟
أنا الليل الذي لون الفضاء
وعلق فيه النجوم
كأنها حبات من كرز غير ناضج
فكتب قصيدة أخرى
تحملها الألسن ،
بعدها الأيادي
ثم أنت …
ليكون حلما
ونوايا خضر
تغادر هذا العالم
كما تغادر الموسيقى الأرض
لتهاجر لسماء أخرى
فترى بعينيك السواد
والخراب
المتمرغ بالأسفلت .
.
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى