النساءُ غيرُ المرغوبات – وداد نبي

لجسدكِ شكلُ أجاصةٍ ممتلئة

‎ساقاكِ أقلُّ لمعاناً

‎صوتكِ أخشنُ ممّا يجبُ أن يكون عليه صوتُ النساء

‎يدكِ ليست ناعمة كفاية

‎بالخدوشِ التي عليها تشبهُ يد امرأةٍ مزارعة

‎الطلاءُ الأحمر الذي تضعينه مقشَّر نصفهُ عن أظافرك

‎لا تجيدين رسمَ حاجبيك بالقلم

‎يبدوان طفوليّان في غالبِ الأوقات

‎شفتاكِ رقيقتان جدّاً

‎لم تفكّري يوماً بإبرةِ سيليكون لتصبحا أكثرَ امتلاءاً

‎هما كما كانا في مراهقتكِ

‎خيطانِ رفيعانِ كخيوطِ الدانتيل التي كانت تغزلُّ بها جدُّتك

‎تنسينَ دوماً أن تزيلي شعرةً سوداءَ أسفلَ ذقنك

‎حين تغرقين في البحث عن عملٍ يلبّي جموح أحلامك الكثيرة

‎ترفعينَ صوتكِ في النقاشات التي يخوضُها الرجال

‎تهتمين بالسياسة، والاقتصاد

‎تقرأين الفلسفة

‎وتخوضين في كل الأحاديث التي تلوي عنق العالم

‎تنسين دوماً أن تكوني المرأة المشتهاة

‎المرأةَ المرسومةَ صورتُها في ذهنِ الرجال

‎لكنِّك حين تجلسين أرضاً

‎بشعركِ غير المصفَّف

‎وقدميك المتشقِّقتان

‎بزرِّ قميصِك المفتوح

‎ماسكةً كتاباً بين يديك

تجعلين الأخرين يتمنون

لو كنتِ البيت الذي ولدوا فيه أطفالاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى