بهارٌ قديم – ورسَن شِري

في ظهيرة كلّ أحد يرتدي زيّه العسكريّ القديم،

ويسرد عليك أسماء قتلاه.

مفاصل أصابعه قبور بلا شواهد.

زوريه في يوم ثلاثاء وسيصف لك

جسدَ كلّ امرأة لم يستطع إنقاذها.

سيقول إنّها تشبه أمّك

وستشعرين بعاصفة تدوّم في بطنك.

جدّك من جيل مختلف

شهادات من روسيا وباحة مدرسة تردّد النشيد الوطنيّ الكوبيّ،

شيوعيّة وإيمان. الآن وحدها الموسيقا قادرة على جعله يبكي.

تزوّج حبّه الأول، شعرها يتموج على طول ظهرها. يضمّها أحيانًا

إليه، وتلتفّ ضفائرها على يده مثل حبل.

يعيش الآن وحده. واهن القوى، ذكرى حيّة

ترتمي على كرسي، ومن حولها تطوف الغرفة.

تزورينه دون أن يكون لديك ما تقولينه على الإطلاق.

كان رجلا عندما كان في عمرك.

تنكفئين على ذاتك في كل مرة ينادي باسمك.

أبو أمّك،

الشهيد الوشيك،

بإمكانه أن يعبّئ بندقيّة تحت الماء

في أقلّ من أربع ثوانٍ.

حتى ليلةُ عرسه كانت ساحةَ معركة.

سكّين سويسرية، عروسه الشابة،

تنهّداته بينا يمسك بالشراشف الإيطالية بين ساقيها.

وجهه صورةٌ متروكة في الشمس،

حنّاء لحيته، فضّة حاجبيه

ذبولُ منديله، الطاقيّة والعصا.

جدّك يحتضر.

يتوسّل إليك أنْ خذيني إلى الوطن حالًا،

أريد فقط أن أراه مرّةً أخيرة؛

ولا تدرين كيف تخبرينه أنّ الوطن لم يعد يشبه في أيّ شيء

الحالَ الذي تركه عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى