ينحني الموتُ عليّ (قصائد هايكو) – توماس ترانسترومر – ترجمة: تحسين الخطيب

ريحُ اللهِ وراءَ ظهري.
الطّلقةُ التي تأتي بلا صوتٍ
حلمٌ مديدٌ لا ينتهي.
*
العشبُ الصّاعدُ . . .
وجههُ، حجرٌ رُوْنِيٌّ
منتصبٌ في الذّاكرة.
*
عالياً، على طولِ المنحدراتِ
أسفلَ الشّمسِ: كانَ الماعزُ
يرعى النّار.
*
ينحني الموتُ عليّ
مسألةٌ في الشِّطرنجِ أنا،
والحَلُّ لديهِ.
*
محمولاً بالعتمةِ.
أقابلُ ظلاً هائلاً
في عينينِ اثنتينِ.
*
واقفاً في الشّرفةِ
في قفصِ أشعّةِ الشّمسِ:
كقوسِ قزح.
*
البحرُ جدارٌ
أسمعُ النّوارسَ تصرخُ
إنّها تُلوّحُ لنا.
*
صمتٌ رماديٌّ
يعبرُ الماردُ الأزرقُ،
نسيمٌ باردٌ من البحر.
*
شيءٌ ما قد حدثَ.
أضاءَ القمرُ الغرفةَ.
والله يعرفُ.
*
ريحٌ أكّالةٌ
تعصفُ عبر البيتِ في اللّيلِ:
اِسمُ الشّياطينِ.
*
يشربُ الصبيُّ حليبَهُ
وينامُ آمِناً في زنزانتهِ،
أُمّاً من حجر.
*
شاحنةٌ هائلةٌ
تدمدمُ بعدَ أنْ حلّ الليلُ. ترتعشُ
أحلامُ النزلاءِ.
*
ركلوا كُرةَ القدمِ
فجأةً عمّتِ الفوضى:
الكرةُ تطيرُ فوقَ الجدارِ.
*
مُهمهماً في السّديمِ
قاربُ صيدٍ في الخارجِ هناكَ:
نصبٌ تذكاريّ على المياهِ.
*
جدارُ اليأسِ
يأتي ويرحلُ،
حماماتٍ بلا وجوهٍ.
*
ديرُ رهبانٍ لامييّنَ
بحدائقَ معلّقةٍ.
صورُ معركةٍ.
*
ساكنةً تقفُ الأفكارُ
كبلاطات فسيفساءٍ
في باحةِ القصر.
*
يتشمّسُ الأيّلُ في الشّمسِ
يطيرُ الذبابُ بسرعةٍ ويخيطُ الظلَّ
على الأرضِ.
*
صنوبراتٌ شعثاءُ
في السّبخةِ الفاجعةِ
إلى الأبدِ إلى الأبد.
*
عَقْعَقٌ أسودُ أبيضُ
حَرُوناً يقفزُ، يتعرّجُ
في الحقولِ.
*
ظلالٌ منكمشةٌ . . .
نحنُ ضائعون في هذهِ الغابةِ
بينَ عشائرِ الفِطر.
*
في ساعةٍ محدّدة
ستستريحُ الريحُ العمياءُ
أمامَ الواجهاتِ.
*
شمسٌ وهّاجةٌ هنا
صاريةٌ بأشرعةٍ سوداء
من الأيّامِ العتيقةِ.
*
ينشقُّ السقفُ
فيراني الرجلُ الميّتُ
هذا الوجه . . .
*
أسمعُ أنينَ المطرِ . . .
أهمسُ بسرّ
كي أدخل.
*
هَا لوحةٌ معتمةٌ
رُسمَ فوقها الفقرُ
أزهاراً في السّجنِ.
*
لقد كنتُ هناك
وعلى جدارٍ مُبيّضٍ
يحتشدُ الذبابُ.
*
راقداً على رفٍّ
في مكتبةِ الحمقى
كتابُ المواعظِ، لم يُلمَس.


نص: توماس ترانسترومر
ترجمة: تحسين الخطيب
المصدر: موقع القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى