جاك بريفير – أوراق الخريف

آهِ ، كلي أملٌ أنْ تذكري الأمسَ وأيّاماً جميلـة

عندما كـنـّا رفيـقـيـْن نغـنـّي فـي الخـميـلة.

حيث كان العيشُ أحلى ، لنْ تـَرَيْ أبْداً مثيـله

حيث كانتْ شمسُنـا أكثـرَ وَهْـجاً وسُـطوعاً

ما لشمسِ اليـومِ تبدو في السَّـما جِـدَّ كليلة

هي ذي الأوراقُ ، أوراقُ غصون الشَّجَراتِ

فـوق جرّافـة حـرثٍ جُمـِعَتْ بعد شَتاتِ

هل تريْنَ ؟ إنني لست بناس ٍ…

فوق جرّافة حرثٍ جُمِـعتْ بعد شتاتِ،

وكذا الآهاتُ طرّاً وجميعُ الذكرياتِ،

كلّهـا مقهورة تحملها ريحُ الشَّمالِ

في خفـايا ليلة باردةٍ نحـو الزوالِ

وكذا النسيان يطويها إلى غير مـآلِ

لنْ تـَريْـني ناسياً أغنيـةً غنّيـتِـها لي.

لازمة

إنّها أغنيـة ٌ تـُُشبـِهـُنا حبّـاً ووَجْـدا

أنتِ، يا أنتِ التي هامتْ غـرامـا

وأنا الواله في حبِّـكِ شوقـاً وهـُيـاما

فلقد عشنا معـاً ننهل كأس الحبِّ رغدا

أنتِ، يا أنتِ التي هامتْ غـرامـا

وأنا الواله في حبِّـكِ شوقـاً وهـُيـاما

لكنِ الدّهـرُ ضنينٌ يُبعد العشّاق حَسْدا

وبلطف دون أنْ يُحدِثَ صوتاً أو نغـمْ

ومن الرَّمل مياه البحر تمحـو كلَّ آثار قدمْ

لمحبّـين نَأوا عن بعضهم قهـراً ونَكدا

هـي ذي الأوراقُ ، أوراقُ غصون الشَّجَراتِ

فـوق جرّافـة حـرثٍ جُمـِعَتْ بعد شَتاتِ

وكذا الآهـاتُ طـرّاً وجميعُ الذكـريـاتِ

إنّ حُـبّـي ، هادئـاً عذبـاً نقـيّـا ،

باسمٌ دوماً وممتـنّ ٌلهاتـيـكَ الحـياةِ

إنَّ حُـبّي لك جـمّ وافـرٌ ليس يُـحَـدّ ُ

فلقد كُـنتِ بحُسْنٍ ما لـه في الكون نِـدّ ُ

فلماذا الظنّ ُ أنْ أنساكِ لا حبّ ٌوعهدُ ؟

وحياة االأمس أحلى زانها عطر ووردُ

حيث كانتْ شمسُنا أكثرَ وهجاً وسطوعاً

ولقد كنتِ ليَ الأكثـرَ عطفاً يا فـتـاتي

غير أني لم أكنْ أعملُ إلاّ الحَسَـراتِ

والتي غنّـيْـتِـها لي من أغانيك شجيّـا

سوف أبقى دائماً أسمعها ما دمتُ حيّـا

لازمة

*

ترجمة : د. بهجت عباس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى