جنون الممكن

أتوقع أن البشرية ستنجح في تمديد متوسط عمرها زمانيا .
بحيث أن الأجيال القادمة ستجد تقنيات للعيش قرونا ويمكن لآلاف السنوات .
وستجد أيضا طريقها للتسكع المكاني عبر إحداثيات كونية لا أرضية صغيرة .
ولكن الوصول للمرحلة التي لا موت فيها ، أظن أنها صعبة في الزمن المأمول ، وإن كانت غير مستحيلة ، فلعل البشرية ستصل للزمن الذي تفهم فيه كل خرائط الجينات وأدق التركيبات الكيميائية للجسد البيولوجي ، وتستطيع أن تحقنه بمواد ما أو رقائق تكنولوجية تزوده بنشاط حيوي أطول وأكثر زمانية .
أما الموت عندي فهو ما زال سرا جماليا قابل للتأمل والبحث في أعماقه برؤية تكاد تكون صوفية .
فأنا أنظر للموت كانتقال للوعي من الزمكانية بكل اتساعها الكوني للصمت اللازمكاني .
وبهذا الموت من وجهة نظري سفر خارج الحدود البيولوجية والمادية للكينونة البشرية .
وهو حالة انتقالية للازمنية كحالة خارج المنظومة والرؤية أصلا .
على كل سننتظر العلم ماذا سيقدم ، وأنا واثق أنه سيقدم الكثير للجنس البشري ، وأنا واثق أننا سنمتلك يوما القدرة على السفر بين المجرات والعيش لأزمان طويلة جدا ( قد تكون بمقدار سنوات ضوئية ) والتنقيب في أعماق هذا الكون .
ومن يدري قد نصل بعد مئات المليارات من السنيين للقدرة على الخروج من كوننا هذا إلى رحاب أكوان أخرى وأكثر دهشة .
هذا موكل طبعا بمدى قدرة الجنس البشري على البقاء وجوديا دون أن ينقرض نهائيا ويصبح غبارا كونيا في هذا الكون الهائل .
وهل فعلا سنكتشف أسرار التأثير الزماني على شيخوختنا الداخلية ، ونجاحنا بترويض الزمن من خلال صناعة تقنيات قادرة على مكافحة التجاعيد الزمنية على منظومتنا البيولوجية ، والوصول لحالة من خرق شيفراتنا الكيمائية وتعديلها لتصبح أكثر كفاءة ضد الشيخوخة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى