روبرت بلاي – الحرب والصمت

انتشرت القاذفات، ودرجة الحرارة مستقرة.

أذن زنجي تغفو داخل عجلة سيارة

قطع من الخشب تطفو، دون أن تنطق.

***

يندفع بعض الأساقفة وهم يصيحون: “لا توجد حرب”،

وتتساقط القنابل

تاركة الغبار على شجر الزان.

***

تسير ساق واحدة على الدرب تاركة الأخرى خلفها. تنشطر العينان

متطايرة في اتجاهين مختلفين.

***

تتكاثر أسلاك الموت.

يقطع الشريف ساقية السوداوين

ويدقهما بالمسامير الى شجرة

قيادة السيارة عبر مينيسوتا

قال العريف،

شعرت بالأسى عليه

ثم نجرت رأسه بطلقة بندقية

أمست هذه اللحظات بلورات،

ذرات

لا يمكن للعشب إذابتها.

مرحنا سيبلغ سدرة منتهاه

في آسيا، وستنظر في قدحك

لترى

قاذفات سوداء.

مدننا هي المدن التي كنا نريد قصفها!

الأسنان التي كشرت عنها “الأم”

ترفرف طائرات الهليكوبتر فوق الرؤوس. نحلة

الموت قادمة. نصال قاتلة

أشبه بعقد الطاقة العصبية تحوم

بعيداً ثم تعود.

هذا انتصار هاميلتون

هذا انتصار بنك مركزي.

***

يكذب الوزراء، يكذب أساتذة الجامعة، محررو

أخبار التلفزيون يكذبون، ورجال الدين يكذبون

ماكنة هذه الأكاذيب؟ معنى ذلك ان البلد

يبغي قضاء نحبه

***

هذا ما يكون عليه الأمر حين يعلن بلد غني الحرب.

هذا ما يؤول اليه الأمر حين تقصف الأكواخ (توصف

لاحقاً بأنها إنشاءات عسكرية).

هذا ما يكون عليه الأمر حين يقتل المزارعون الفقراء (يوصفون

لاحقاً بأنهم “شيوعيون”).

لأن معدل الكلفة اليومية للسرير هي

الآن مائتا دولار

نعمد الى قصف مستشفيات الشمال…

***

آليات ضخمة ترتفع جميلة عن ظهر الحاملة.

تظهر الأجنحة فوق الأشجار، أجنحة

ذات ثمانمئة برغي.

محركات تحرق ألف غالون من البنزين

في الدقيقة تنطلق فوق الأكواخ ذات الأرضيات المتسخة.

يشعر الدجاج بالخوف الذي يغزو عميقاً نقرة

المنقار.

بوذا وبادما سامباهافا

في غضون ذلك تطفو على مياه بحر الصين

أعداد كثيرة من الجثث الرمادية

المولودة في روانوك،

ويتوسع المحيط من كلا الجانبين

مدعوماً بحركة الأساطيل.

ترفرف طائرات الهليكوبتر في الأعلى. نحلة

الموت قادمة. نصال فتاكة

مثل عقد الطاقة العصبية تحوم

ثم تعود.

هذا انتصار هاميلتون.

هذا انتصار بنك مركزي.

تأتي طائرات ب ـ 52 من غوام، يقضي

الأساتذة نحبهم داخل اللهب. تغفو

آمال تولستوي داخل كومة النحل.

لا تسأل عن الرحمة.

*

الترجمة: فوزي محيدلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى