روبرت بينسكي – في خليج المسرة

في أشجار الصفصاف

بمحاذاة النهر عند خليج المسرة،

يغرد العصفور المواء، دون أن يكرر اللحن مرتين.

هنا، تحت الصنوبر، وعلى بعد قليل من الطريق،

وفي العام 1927، قتل رئيس الشرطة دبليو

وزوجته نفسيهما معاً

وهما جالسان داخل سيارة مكشوفة. هنا تنتشر دعائم قديمة راسخة

وقطع من الطابوق الغائص تحت الماء

في أشكال كقطع اللغز، تنتشر على القاع

حيث المهبط كان لفندق ومسرح برايس.

وهنا كانت القوارب تطلق صافرتين للمدير

لكي يحول الجسر الحديدي المتحرك. إتكأ على ناقل الحركة

مثل ربان في الحجرة التي تختزن الأشغال الهندسية

وناح الجسر ودار على دعامته الوسطى

ليسمح لهم بالمرور. في منتصف الصيف

ربما تنتظر سيارتان أو ثلاث الهيكل الحديدي

ليتحرك جانباً، وربما يكون هناك طفل ليلاحظ

اسماً على المؤخرة مكتوباً باللونين الأسود والذهبي على خلفية بيضاء،

ساند بايبر، باتسي آن، لا تزعجا

العاطل عن العمل. إن كان قارب يهرب الويسكي

كان الجسر ينغلق بعد أن يمر

ثم ينفتح ثانية لزورق خفر السواحل،

يفتح ببطء الساعة الشمسية، ودائماً يعلق في منتصف الطريق.

أساس الطريق كان سليماً، لكنه ينفتح كما التحويلة،

والنهر يتلوى بين الأرصفة

دون تكرار لمرتين، وكأن العصفور يملأ

الأمسية الرطبة في شهر آب قرب مدخل الخليج

بموسيقى مستعارة يجانسها ويغيرها

حشرات اليعسوب وذباب الرمل وضفادع وجثتان بين نباتات السماء

لا تتحركان في السيارة المكشوفة بين أشجار الصنوبر

قطعة فضة من القصة.

المغني في فندق برايس

في ثوب مهرج ينشر الحزن المتجمع في حنجرته وأطراف الردن، رعشات قوية

تبدو وكأنها رذاذ من الضوء فوق الماء المظلم

خاتمة اللحن، متغيرة وخافتة

وبعد فاصل من الهدوء والفرح والتصفيق

المسموع في البيوت عبر النهر

بعض الجمهور يبكي وكأنهم ذابوا

داخل الموسيقى. ليست متشابهة أبداً. في برلين

إبنة لورد بريطاني تعشق

أدولف هتلر، الذي التقته، إنها تتملك

شقة زوجين كبيرين من اليهود الأثرياء. وهما ينجوان من الحرب

ليستقرا هنا في بليشر بي، السيدة العجوز

تعلم البيانو، العالم بأسره يدور

ويفتح فمه فاغراً عند أقدامهما بينما الفتاة وأحد النازيين الكبار

يتفحصان الأثاث والزجاج والصور

القصة الرائعة التي كانت لهما والآن غدت ملكها. بعد عدة أشهر

يدخل الإنجليز الحرب وهي تطلق النار على نفسها في متنزه

فتاة فاسدة، من الطبقة العليا، تدخل حياتها

في حياة الآخرين أو داخل مكان.

أخذ الأرواح – رئيس الشرطة والسيدة دبليو

أخذا روحيهما ليبقيا معاً، كأشباح محليين.

آخر هبات القبل، ماسورة المسدس،

ترتعش من قصة قد يسمعها طفل

ويتذكر نصفها، أصوات بين نباتات السمّار

وغناء بين الصفصاف. من الضفة الأخرى للنهر،

رعشات خفيفة من الموسيقى، نفس اللحن مرتين وتكرار من جديد

يتفاوت ويرتفع. فوق الجسر الجديد العالي

أضواء السيارات العائدة إلى المنازل من مضمار السباق،

ثمة قارب واحد يصدر فرقعة تحت الأقواس، خارجاً

دون أن يلاحظ عبر خليج المسرة صوب البحر المفتوح.

هنا وقف الناس لمشاهدة المسرح

يحترق على الماء. طوال تلك الليلة زوارق الإطفاء

واصلت تشغيل أنابيب رش الماء على اللهب.

في الصباح، أعمدة الدخان والدعامات

الرائحة السوداء للفحم لأسابيع، الركام يعود

إلى النهر. بعد أن تموت

تحوم قرب السقف فوق جثتك

وتراقب النادبين لبرهة. وبعد بضعة أيام

تطفو فوق رؤوس الذين كنت تعرفهم

وتراقبهم من خلال الغسق، ومع اشتداد الظلام

تغادر وتجد طريقك إلى النهر

وتخوضه لتعبر، في الضفة الأخرى، هواء الليل

والصفصاف، ورائحة النهر، وكتلة

من الأجسام النائمة بمحاذاة النهر،

نوع من الغناء من بين نباتات السمار

تناديك من مسافة أبعد من الظلام

تضطجع وتحتضن أحد الأجسام، الأطراف

وتحت وطأة سلطان النوم تتلمسك

وتمارس الحب حتى تنسكب روحك

وتحترق طليقة خارجك وتتحول وتنسكب

داخل ذلك الجسد الآخر، وأنت

تنسى حياتك السابقة، وتبدأ من جديد

عند نفس المعبر – ربما مثل طفل يمر

من خلال ذات المكان. ولكن ليس بنفس الطريقة لمرتين.

هنا في وضح النهار، طائر الكتبرد بين الصفصاف

المقهى الجديد، مع سطيحة وسلم،

ضفادع بين أعشاب البرك حيث كان الجسر المتحرك –

هنا كان يمكن أن تنزلق عبر الماء

عندما كنت محط حضور، في خليج المسرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى