صلاح فائق – إلى بلدتي أعود بعد بومين

سانامُ لفترة , مع كلبي , في دار للأيتام
مديرها صديق ٌ , وحتى عثوري على غرفةٍ رخيصة .

التقيتُ هنا شعراء , مراتٍ عدة , على سلالم ابنية ,
يدخنونَ , يشتمونَ سياسات الحكومة
ورايتُ مسافات طويلة , بالاف الاميال
بين السياسيين والناس العاديين

ذات ليلةُ أمسكتُ لصاً , في حديقة بيتٍ
اقمتُ فيه لشهر , ارغمته انُ يغني لي
صوته الجميل استدرجَ ذكرياتٍ
من افلام هوليوود القرن الماضي
استوليتُ على تلك الذكريات , اخفيتها في سرداب

البارحة , صباحاً , بعد عودتي من المشي
اشتريتُ صحيفة محلية , قراتُ على صفحتها الاولى
خبراً عن ضياع طائرة او سقوطها في محيطٍ ما
وفي التفاصيل اسماء ضحايا ,
منها اسمي : ها انا في ورطة جديدة
كيف اعودُ واسمي الان معروف في المطارات
ما يكون تفسيري المقنع حول اختفائي
في حادثة مروعة كتلك , ثم ظهوري بعد ايام
من سيصدقني ؟
هنا ايضاً ضعتُ في احد الكتب لاسبوع
استغرق بحثي عن مخرجٍ اياماً
في النهايةِ وجدتُ باباً مفتوحا عند آخر دهاليزه المظلمة
حين خرجتُ وجدتُ الشمس في كل مكان
وشاهدتُ خرافاً تطيرُ في سماءٍ صافية
وعلى علوٍ منخفض

اخبرتُ بعض الشعراء حول الخراف الطائرة
اندهشوا واقترحوا عليّ اخذ صورٍ لصدري
باشعة إكس , فظهرتُ في احداها
وانا جالسٌ امام كهفٍ اقرا رواية
من الصورِ اراني ايضا في صيدليةٍ اشتري فايغرا
لجاري الذي يحتضرُ منذ ايام , ستكونُ هذه العلبة
هديتي الاخيرة له الى عالمه الجديد

صورة ثالثة وانا اقرا فيها شعراً , اظنهُ مني ,
على طهاة فندق في لندن

في طريقي الى بيت مضيفي , حاملاً تلك الصحيفة
صادفتُ افغاناً يحششون امام متحفٍ حديث
فكرتُ ان اقترح عليهم وضع طاولات كبيرة في
غرف الضيوف لغسل القتلى في بلدهم .

تمنيتُ البقاء هنا لسنوات ,
والعمل في احد المخابز , مثلاً , او اشتغلَ نشالاً
في قطارات الصباح واواخر الليل .

الى بلدتي ساعودُ بعد يومين!

زر الذهاب إلى الأعلى