فيسوافا شيمبورسكا – الرؤية من أعلى

على الطريق الحقلية يضطجع جعل ميت‏

ثلاثة أزواج من الأرجل الصغيرة، نضدها بإتقان على بطنه‏

موت مرتب منظم، بدلاً من الموت العشوائي‏

فظاعة هذا المنظر طبيعية‏

المجال الجغرافي محصور جداً، من عرق النجيل إلى عود النعناع‏

لا أحد يتبادل الحزن هاهنا‏

السماء صافية‏

من أجل هدوئنا ـ بموت كأنه أكثر سطحية ـ‏

لا تموت الحيوانات بل تفطس‏

تفقد ـ نريد أن نصدق ذلك ـ أحاسيسَ وعالماً أقل‏

تنزل ـ كما نظن ـ عن خشبة المسرح بمأساوية أقل‏

أرواحها الحميمة لا ترعبنا ليلا‏

تحترم حدها‏

تعرف ما هو التهذيب.‏

وهاهو على الطريق جعل ميت‏

في حالة ليست مفجعة، يلمع نحو الشمس‏

يكفي أن نفكر به كما نراه:‏

لا يبدو أن شيئاً مهما حدث له‏

الأشياء المهمة على ما يبدو، ترتبط بنا نحن فقط‏

الحياة تخصنا نحن فقط، الموت لنا نحن فقط‏

الموت ذو الأولوية القسرية‏

*

ت.فهد حسين العبود

“من ديوان الرقم الكبير “‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى