فيسوافا شيمبورسكا – لحظة في طروادة

بنيات صغيرات‏

نحيفات بشكل لا يصدق‏

حتى أن النمش يغيب في خدودهن‏

لا يلفتن انتباه أحد‏

يتنقلن في جنبات العالم‏

يشبهن الأب والأم‏

مرعوبات لهذا حقاً‏

من فوق الصحن‏

من فوق الكتاب‏

من أمام المرآة‏

يحدث أن يُخطفن إلى طروادة‏

للمح البصر عند علاقات الملابس الكبيرة‏

يتخيلن أنفسهن هيلينات جميلات‏

يبرزن على الأدراج الملكية‏

وسط تمتمات الإعجاب‏

وخفيف ذيول الأثواب الطويلة‏

يشعرن بالخفة‏

يدركن أن الجمال راحة‏

أن الكلام يلبس معنى على الشفاه‏

أن اللفتات الجميلة‏

تُوحى لا إرادياً‏

وجوههن الجديرة بمرافعة برلمانية‏

بخيلاء تبرز على أعناقهن‏

الجديرة بالتطويق‏

كستنائيو الشعر من الأفلام‏

أخوة الصديقات‏

مدرس الرسم‏

كلهم يخضعون لهن‏

بنيات صغيرات‏

من برج الضحك‏

ينظرن إلى الكارثة‏

بنيات صغيرات‏

يوزعن التحيات‏

في احتفال نفاق ماجن‏

بنيات صغيرات‏

خلف الخراب‏

وسط إكليل المدينة المحترقة‏

بأقراط التفجع المالئ الأسماع‏

شاحبات وبدون دمعة واحدة‏

مفعمات بالمنظر‏

منتشيات بالنصر‏

يحزنهن فقط‏

أنه يجب العودة‏

بنيات صغيرات‏

عائدات‏

*

ت.فهد حسين العبود

“من ديوان: الملح”‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى