قصيدة حب – روكي دالتون

الذِينَ وَسَّعُوا قَنَاةَ بَانَامَا

(وَتَمَّ نَعْتُهُمْ بِأنَّهُمْ أصْحَابُ «الأدْوَارِ الفِضِّيَّةِ» وَلَيْسَ «الذَّهَبِيَّةِ»)،

الذِينَ أصْلَحُوا أسْطُولَ المُحِيطِ الهَادِئِ

فِي قَوَاعِدِ كَالِيفُورْنْيَا،

الذِينَ تَعَفَّنُوا فِي سُجُونِ غْوَاتِيمَالا،

المِكْسيكِ وهِنْدُوراسِ ونِيكَاراغْوا

بِتُهْمَةِ أنَّهُمْ لُصُوصٌ ومُهَرِّبُونَ وأنَّهُمْ نَصَّابُونَ

وأنَّهُمْ جِيَاعٌ،

الَّذِينَ هُمْ دَوْماً مُشْتَبَهٌ بِهِمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ.

(«أسْتَأذِنُ فِي إحَالَتِكُمْ عَلى القَتِيلِ

لكَوْنِهِ يُعَانِقُ الزَّوَايَا مُثِيراً لِلشُّبُهَاتِ

معَ الخُطُورَةِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي يَفْتَرِضُهَا أنْ يَكُونَ سَلْفَادُورِيّاً»)،

الَّذِينَ مَلَأوا الحَانَاتِ والمَوَاخِيرَ

لِكُلِّ مَوَانِئِ وَعَوَاصِمِ المِنْطَقَةِ.

(«الكَهْفُ الأزْرَقُ» وَ«التُّبَّانُ» وَ«الهَابِي لانْدْ»)،

زَارِعُو الذُّرَةِ فِي أعْمَاقِ الغَابَةِ الأجْنَبِيَّةِ،

مُلُوكُ الصَّفْحَةِ الحَمْرَاءِ،

الَّذِينَ لا يَعْرِفُ أحَدٌ أبَداً إلَى أيِّ بَلَدٍ يَنْتَمُونَ،

أفْضَلُ الحِرَفِيِّينَ فِي العَالَمِ،

الذِينَ تَمَّ رَتْقُهُمْ بِرَصَاصَاتٍ حِينَ عُبُورِهِمْ لِلْحُدُودِ،

الذينَ مَاتُوا بِحُمَّى المُسْتَنْقَعَاتِ

أوْ بِلَسَعَاتِ العَقَارِبِ أو أفَاعِي اللِّحْيَةِ الصَّفْرَاءِ

فِي جَحِيمِ مَزَارِعِ المَوْزِ،

الذِينَ سَيَبْكُونَ سُكَارَى لأجْلِ النَّشِيدِ الوَطَنِيِّ

تَحْتَ رحْمَةِ إعْصَارِ المُحِيطِ الهَادِئِ أوْ ثَلْجِ الشَّمَالِ،

المَحْمِيُّونَ والشَّحَّاذُونَ والمُدْمِنُونَ على المَارِيجْوانَا،

والأغْبِياءُ أبْنَاءُ العَاهِرَةِ الكُبْرَى،

الذِينَ بِالكَادِ جِدّاً اسْتَطَاعُوا أنْ يَعُودُوا،

والذينَ كَانَ معَهُمْ حَظٌّ أكْثَرَ قَلِيلاً،

وغَيْرُ الحَامِلينَ لِلْوَثَائِقِ الشَّخْصِيَّةِ الأزَلِيِّونَ،

والفَاعِلُونَ لِكُلِّ شَيْءٍ، والبَائِعُونَ لِكُلِّ شَيْءٍ، والآكِلُونَ لِكُلِّ شَيْءٍ،

الأوَائِلُ فِي إشْهَارِ المُدْيَةِ،

والحَزَانَى الأشَدِّ حُزْناً فِي العَالَمِ،

مُوَاطِنِيَّ

وإخْوَتِي.

صُحْبَتُكِ

الشاعر السلفادوري Rouqe Dalton

الذي قتل على يد رفاقه بلا محاكمة.

ولد روكي دالتون بسان سلفادور سنة 1935، وتابع تعليمه الابتدائي والثانوي بمسقط رأسه، قبل أن يشد الرحال إلى سانتياغو حيث سيلتحق سنة 1953 بكلية الحقوق بجامعة الشيلي، وإن كان سيغادرها فيما بعد إلى سان سلفادور لإتمام دراساته الجامعية، فقد تلقى دراساته الجامعية في الشيلي والسلفادور والمكسيك. وفي سنة 1957 زار صحبة طلبة آخرين من السلفادور الاتحاد السوفياتي للمشاركة في المهرجان العالمي السادس للشباب والطلبة حيث تعرف هناك على العديد من المثقفين والسياسيين الذين سيكون لهم شأن كبير في مجال السياسة والأدب العالميين، مثل كارلوس فونسيكا السياسي النيكاراغوي الشهير، مؤسس الجبهة الساندينية للتحرير الوطني، والكاتب الغواتيمالي ميغيل أنخيل أستورياس الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1967، والشاعر الأرجنتيني خوان خيلمان والشاعر التركي ناظم حكمت، وكان آنذاك يعتبر من أهم الأصوات الشعرية في السلفادور، إذ كان قد بادر رفقة شاعر غواتيمالي منفي بالسلفادور إلى تأسيس حلقة أدبية جامعية ستضم شعراء أساسيين في المشهد الشعري السلفادوري مثل مانليو أرغيتا وخوسيه روبيرطو ثيا وروبيرطو أرميخو وتيرسو كاناليس وآخرين الذين أطلق على جيلهم الجيل الشعري الملتزم.

تعرض روكي دالتون للاعتقال والنفي، فعاش إقامات مطولة في المنفى بكل من غواتيمالا وكوبا وتشيكوسلوفاكيا والمكسيك. بعد سنوات المنفى عاد الشاعر إلى وطنه والتحق بالجيش الثوري للشعب، الجناح العسكري لحركة الثوار السلفادوريين الذي كان يخوض حرب عصابات ضد الديكتاتورية في السلفادور، وهناك سيتم إعدامه وبدون محاكمة من طرف رفاقه سنة 1975 عن عمر يناهز 39 سنة، بتهمة كونه عنصرا مدسوسا متعاونا مع المخابرات المركزية الأمريكية بناء على شكوك ثبت بأنها خاطئة، وسيتم رد الاعتبار له كأحد أهم الأدباء الثوار في بلده السلفادور وفي دول أمريكا اللاتينية قاطبة، إذ أصبح شاعر السلفادور الأول والأكثر شعبية بين الناس، كما غدا شعره يدرس للأطفال في المقررات الدراسية ويتغنى به البسطاء من أبناء شعبه في كل حين.

ترجمت قصائده إلى العديد من اللغات وأنجزت حوله العديد من الدراسات، وكان من قبل قد نال جائزة كاسا دي لاس .

ترجمة خالد الريسوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى