كيم أدونيزيو – النداء الأخير

إنها الساعة حين الجميع سكارى

والحانة رائعة، الموسيقى

تحلق فوق الموائد الحمراء،

الدخان يتصاعد من السكائر المتروكة كما في كل كأس

ينزلق الثلج ويذوب في بعضه؛

إنها الساعة حين يكِز غريب غريباً آخر

ويقول محدقاً في الخطوط الضبابية في مساكب الشراب،

سمعت أنهم في فرنسا منعوا عبّ الشراب دفعة واحدة (*)

والرجل الثاني يومئ برأسه

ويُلقي به على سطح البار الأملس،

غير مبال إذا مات هناك،

راغباً في الواقع، في أن يموت هناك

بين الأصدقاء الطيبين الذين التقاهم الليلة،

خده بركة مبلّلة من البيرة المراقة.

إنها الساعة حين تنهضُ المرأة عند الزاوية

وتسير مترنّحة إلى وسط الحانة،

تاركة كنزتها متدلية على الكرسي.

أحدهم يدعو الجميع إلى جولة شراب أخيرة على حسابه،

سيارات الأجرة طُلبت،

والآلهة التي تحاول إنقاذنا من أنفسنا

تحملنا برفق من أعناقنا

وترمينا إلى الليل، إنها ساعة

الأعمى والميت، ساعة الحب الضائع

الذي جاء أخيراً مطالباً بك، مشرّعاً

الباب الدوار، منادياً المرّة بعد الأخرى على اسم ما،

لا بدّ من أنه اسمك.

___________

* عبّ الشراب دفعة واحدة: ما يقال له بالعامية (مقفّى)

*

ترجمة:سامر أبوهواش

زر الذهاب إلى الأعلى