السعيد عبد الغني – لن أسجن عدمى

لن أسجن روحى أبدا فى المتاهة
إلا إن كانت قبرا يمضغه الحب
ولن أسجن عقلى أبدا فى السماء
إلا إن كانت عصابة الأبدية
ولن أسجن جسدى أبدا فى العهر
إلا إن كان طريقا لصوفية الأورجازم
ولن أسجن يدى أبدا فى هوة اللغة
إلا إن كانت مقدسا للغموض
ولن أسجن عدمى أبدا فى الوجود
إلا إن كان مقشة للصراخ
ولن أسجن غيابى أبدا فى الحضور
إلا إن كان ترسانة الهزيمة
ولن أسجن أبدا تأملى فى عيونى
إلا إن كان أرضا للكرز
ولن أسجن أبدا صورتى فى المرآة
إلا إن كانت فحما للحدس
ولن أسجن أبدا عزلتى فى الكون
إلا إن كانت قبلة لحنطة الظلام
ولن أسجن ضياعى أبدا فى المخاض
إلا إن كان قراءة لثقوب الآخر
ولن أسجن أبدا حساسيتى فى لامبالاتى
إلا إن كانت رمزا يمتشقه الدخان
ولن أسجن أبدا خرابى فى الذعر
إلا إن كان كيانا لفاكهة الكتابة
ولن أسجن أبدا دربى فى الحزن
إلا إن كان مجردا من التمزق
ولن أسجن طينى أبدا فى الشفق
إلا إن كان حربا للطفولة والكهولة
ولن أسجن عريي أبدا فى زخم الأمكنة
إلا إن كان الفناء برأس مقطوعة
ولن أسجن ظلى أبدا فى الضوء
إلا إن كان يعجز عن الارتعاش
ولن أسجن زرقتى أبدا فى البحر
إلا إن اكتشفت كرحالة الألوان فى مخيلة الطبيعة
ولن أسجن أبدا شكى فى اليقين
إلا إن كان يكسو لواطة المعرفة
ولن أسجن أبدا ادراكى فى مستعمرة الحواس
إلا إن كان حنقا على التجربة
ولن أسجن أبدا دموعى فى العيون
إلا إن كانت قربانا للمجانين
ولن أسجن أبدا بولى فى مثانتى
إلا إن كان هدية للعالم
ولن أسجن أبدا هويتى فى الوطن
إلا إن كان سفينة الخواء
ولن أسجن أبدا إلهى فى سماء
إلا إن كان ملحا للمسوخ
ولن أسجن أبدا قدرى فى الصدفة
إلا إن كان يبحث عن تضاريس الوصول
لن أسجن أبدا دياثة النهر فى الأغنية
إلا لكى أطرد أوفيليا من عورة الانتحار
لن أسجن أبدا اللسان فى ثوب اللعنة
إلا لكى تترقب الأنوثة رقص الدماء
لن أسجن أبدا دوارق الصحو فى النسيان
إلا لكى يطمئن اللاوعي على القصيدة
لن أسجن أبدا الولادة فى صعلكة الإيقاع
إلا لكى ين الخوف عجينة الرحم
لن أسجن ابدا سلام البياض فى سرد السواد
إلا لكى تفرح الهواجس بمعراج الأفول
لن أسجن أبدا صلابة الجذور فى الرياح
إلا لكى يختمر سفر الأطياف الذى يمتد فى رقعة الهزيع
لن أسجن أبدا الغيم فى ضلوع الرياح
إلا إن أمطرت على السرو فقط
لن أسجن أبدا نفسى فى السنونو
إلا إن كان صديقا للحرية
لن أسجن أبدا وحدتى فى الأفلاك
إلا إن كانت تجند الردى
لن أسجن أبدا قدماي فى الرحلة
إلا إن كانت مهدا للامعانى الحبلى
لن أسجن أبدا خيبتى فى مجد القبور
إلا إن كانت صفراء كالسكوت
لن أسجن أبدا الشمس فى الفراغ
إلا إن كانت تنزف بطاعون اللامحدود .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى