لويس أراغون – إلزا أمام المرآة

في أوج مأساتنا

كانت طوال النهار جالسة إزاء مرآتها

تسرح شعرها الذهبي اللامع. وكان يخيل إليّ

أن يديها الوديعتين ترتبان اللهيب

في أوج مأساتنا

.

كانت طوال النهار جالسة أمام مرآتها

تسرح شعرها الذهبي اللامع، كمن يعزف

في أوج مأساتنا

على قيثار ذهبي بلا إيمان، مقضية

الساعات الطويلة جالسة أمام مرآتها

.

تسرح شعرها الذهبي اللامع، كأنها

تضحي راضية بذكرياتها

طوال النهار وهي جالسة أمام مرآتها

ولا تزال تحيي ورود اللهب المبددة

صامتة كأي شخص آخر

قد ضحت راضية بذكرياتها

في أوج محنتنا القاسية

مرآتها السوداء كانت صورة العالم

ومشطها وهو يجعّد نيران هذه الكتلة الحريرية

أضاء أركان ذاكرتي

.

في أوج أيامنا القاسية

كما أن يوم الخميس يقع في منتصف الأسبوع

رأت وهي جالسة أمام ذاكرتها

خلال المرآة (لكنها لم تتكلم)

.

رأت الذين نمدحهم في هذا العالم المظلم من يمثلون أدوار

مأساتنا، وهم يموتون الواحد إثر الآخر

لا حاجة لذكر أسمائهم فأنت تعرف أية ذاكرة

تحترق فوق أتون هذه الأيام المتهرئة.

.

وفي شعرها الذهبي عندما تجلس هناك

تسرحه في صمت، ينعكس اللهيب

*

ترجمة: عبد الوهاب البياتي وأحمد مرسي

عن كتاب: أراغون شاعر المقاومة- الطبعة الثانية 1994

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

زر الذهاب إلى الأعلى