كم وقعوا في هذه الهاوية – مارينا تسفيتاييفا – ترجمة: جمانة حداد

كم وقعوا في هذه الهاوية الفاغرة في البعيد؟

أنا أيضًا بدوري سوف أختفي يومًا من العالم،

بلا قافيةٍ، هذا أكيد،

وسيجمدُّ كلّ ما كان يغني فيَّ ويُكافح

ويلمع ويتوق،

ومثله أخضر عينيّ، وصوتي الحنون،

وذهب شعري.

أما الحياة، فستظل هنا، بخبزها وملحها

ونهاراتها الكثيرة النسيان،

وسيكون كلُّ شيءٍ كما لو أني لم أكن

يومًا تحت السماء

أنا التي تتغير ملامحي

كطفلةٍ، أنا الشريرة للحظة

فحسب،

والتي أعشق ساعة يثور

الحطب عندما يأخذه الرماد

وأحب الفيولونسيل، والنزهات،

والأجراس إذ

تُقرع،

أنا الصاخبة عيشًا والحقيقية بإفراط فوق

الأرض المداعبة!

أنتم جميعًا، لا فرق، أنتم يا أعزَّائي وغُربائي على السواء،

أطلب منكم ثقةً راسخةً، وأرجوكم أن

تحبوني

نهارًا وليلًا، كتابة

أو شفاهة،

من أجل كلّ “نعم” أقولها ومن

أجل كلّ “لا”

من أجل أني حزينة عميقًا

وغالبًا، بالكاد بلغت العشرين،

من أجل غفراني اللامفرّ منه

لإساءاتكم الماضية،

من أجل كلّ حناني الجامح

وملامحي

الأنوفة،

من أجل السرعة المجنونة للحظات

الصاعقة، ومن أجل لعبي وصدقي،

اسمعوني، يجب أن تحبوني أيضًا لأني

سوف أموت.



*نص: مارينا تسفيتاييفا
* ترجمة: جمانة حداد

زر الذهاب إلى الأعلى