ماهر نصر _ الحصاة والعجوز

هل رأيت الطريق ؟

حفاة يحملون النعال

ولا يرون العجوز الذي يعبر الطريق

إلى بحر في رأسه

وكما ترى

الحصاة تسقط من جيبه

وبهدوء يركلها

كشجرة تركل ظلها

ربما كان يحاول أن يردم البحر

الحصاة لم تكن من الملح

حتى يضعها العجوز في أركان قبره

أو ترشها إمرأة

تزوج نفسها لرفات جندي مجهول

الحصاة على الشاطئ

بيضاء ولامعة كالفضة

كقشرة سمكة غارقة

لكنها لم تكن جثة لغريق

لم تكن عينها اليمنى شمسا

ولا اليسرى حفرة لدموعه

ولم تكن عروقها شجرة

كي تبني العصافير أيامها

والدم لم يكن بئرا

لتلعقه الذئاب

والكف لم يكن قاربا للحفاة الذين يعبرون أوجاعهم

الحصاة على الشاطئ

والعاشقان هناك يتبادلان الحصاة

وهى تطير من جبل إلى جبل

من سماء إلى زرقتها

من زهرة برية لأفواه الحفاة

ولا تستقر كنجمة

النجوم كلاب السماء

كلما رأت عاشقا نبحت

الحصاة تمنح العاشق شفة ووجها

وتنبت عروقا وعظاما في هيئته

كما تمنح العاشقة نهديها

وتمنح عينيها نباح نجمة

وحبلا تتسلق عليه

لتطل من نافذة

وبهدوء ترى صورتها

الحصاة كانت آخر بسمة في جيب العجوز

سقطت

وهو يلوح بيديه لجثته الطافية

اللوحة ل Pablo Picasso

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى