محمد خير الدين – حيوان تألف

carne vegetal 1948 محمد خير الدين - حيوان تألف
Carne vegetal
Marcelino Vespeira

سيأتون على علو صورتهم، في المياه الموحلة وتحت الأشجار، لن يروا الا عيونهم المفتوحة عند مستوى الأرض، لأنهم سيسقطون كفراشات ثقيلة من شدة المطـر.

هكذا تبدأ حياة أخرى التي منها تذهب كل طرق العالم. لقد تبينوا قطعة صغيرة من الضوء وقالوا لأنفسهم: لربما هو النهار، لكنهم لن يتوقفوا أبدا عن التخبط في دمائهم.

من يتابعون الخطوط ولا يعودون أبدا

من يغسلون في زرقة السماء خيال ظلهم ويمدون إلى

الخارج أذرعتهم لكي لا يقبضوا أبدا

يدورون في شكل دائري

ويصنعون دواراً لأنفسهم.

سقطة

إنهم الأشياء الخالصة لعدم كفايتنا

كان أجدادنا أسياد العزلات، كانوا يختمون الحياة عند منعرج طريق، قرون من الناس كجسر من شجرة الى شجرة حتى يصلوا الينا.

ينادي أخوتي على الدورات المشتركة، وهكذا عندما تنتهي أشبار الرياح ورهطها، تبدأ وشوشة الشفتين اللتين تعلنان عنك، أنت من سينام عارياً على الشاطئ، سنجد جمالك عادياً في الزبد وفي الحصى الأملس.

لقد عشت في احمرار الصخور التي تشخص في جبلتي، أنا سليل سلالة منسية، لكني أحمل في يدي بقايا نارهم. سيأتي سلالة، أكبر من الذريات المحتمة، نحن نراها عندما نتمزق في حركة جناح.

لقد استسلمت للملوث وأصبحت بركة من الميكروبات. فهل بإمكاني أن أقلّل من الشره، يا أنا الذي لم يعد صالحاً لشئ؟

لا أريد أن أكون مثل الزير الذي جوف الحر. أخمل غسقاً وأدعو الموتى لتفكيكه. أسكن الوحل لأنصت إلى المطر وهو يحولني الى فراشة.

عديد من العذاب خرج من الظلمات، وإليها عاد، معلماً القلق والدمار. أكلمكم، أيتها الأرض المصنوعة من الثلج لكنها التي ما زال الجير فيها متقدا، إنه الصحراء الخرساء التي تخشونها، هذه الصحراء ذاقها التي هي فيكم.

تخلقون بمقدار الأكوان من أجل مصارعة اللانهائي، إنكم تنتحرون لوحدكم في موتكم البطئ، ترفعون العروش لأجل مهارتكم، عروش المهانة، تجهلون أن الجداول لا تجري أبعد من المحاولات القاتلة.

أتجاوز الطفولة (الطفولة بالنسبة لكل شخص عبارة عن علامة)، لأن الأمر لا يتعلق أبداً بأن نستعيد متتالية من الأفكار مقطعة بطريقة سيئة، الأفكار التي تحتدم كبغال عطشى، بل لم أعد أعرف إن أنا قمت بالصاقات، إن رسمت طبيعات ميتة بظهر لغتي، ويبدو لي مع ذلك أني كنت لغة بلد معدني، لا شئ يأتي من إصبع. كنت خصمين في خصومة كبيرة، وإن أنت تفهمني، أنت الذي يعتقد في جسدي، فأنت ستندم على ذلك. وأنت، أيها المنقب الذي لا يكلّ، حبيب المكتشفات النفسية، توقف إذن ونم في الجثة المشمسة للواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى