نار – أحمد المُلا

ما سمّتْهُ

الطفولةُ ماءً

صار ناراً في المشيب.

أشبهَ بأحجيةٍ

مهما أطلتَ النظر

تتعقّد.

تعتقدُ أنّها بعيدةٌ

وأنّها في مسارٍ آخر

لكنّها كامنةٌ تتربّص

قريبةٌ تتحيّن،

تداري ما بينَكما

وتنتظرُ قدومَك،

عبْرَ الصُّدفةِ ربّما

وأحيانا

من خلالِ انحرافٍ

لن تتوقّعَه؛

غفلةِ جسد

خطوةٍ في غيرِ موضِع

تقديرٍ خاطئ

أو حتّى عثرةٍ صغيرة؛

يقينُكَ الوحيد

أنّها ستنفجرُ أمامَكَ

قبلَ أن تدركَها.

ضَعُفَ منك البصر

فلا ترى غيرَ أشباحٍ

تتقافزُ من بعيد

وبيدٍ راعشةٍ تصوّب.

لم تفطنْ أنّها مقيمةٌ فيك

وفي غفلةٍ

تشبُّ

تنشبُ في خاصرتِك

مثلَ حزامٍ ناري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى