هيلدا دوليتل – الحديقة المحروسة

لقد نلت ما فيه الكفاية،

والآن أتنفس الصعداء.

.

كل طريق وله نهاية، كل مسار

كل أثر لأقدام تصلُ في النهاية

لقمة ما.. لتلّ مرتفع

ومن ثم ..

تتبع أنتَ أثار أقدامك،

أو لعلك تجد منحدراً

على الضفة الأخرى،

يشاركك نفس الأثر.

.

لقد نلت ما فيه الكفاية –

أقاصي الحدود، أقاصي فص من الثوم

زنابق من الشمع، عُشب،

نبتة الرشاد الحلوة.*

.

آه، حتى مع الهسهسة الحادة لغُصن يتدلى

ليس ثمة من رائحة للراتينج* في هذا المكان،

لا أثر للحاء، لا طعم لتبغ رديء

لا عطر يفوح، يقبِض..

كل ما هنا حدود لحدود لأقاصي رائحة.

.

هل رأيت تلك الفاكهة العارية

أرادت لضوء وكمثرى

أن يسكنا سوية لباساً

ليأمنا الغابة،

و ما أن نضجت الثمرة

وأصبحت كالشمّام،

حتى رُدمت

كومة من تبن تالف.

.

لماذا لا تتعلّق الكمثرى

بالغُصن الخاوي المدلى هناك،

كل ذلك التملّق

لن ينضح الا فاكهة مره،

فليتعلقا سويّة،

ويسكن أحدهم الآخر،

امتحن جدارة أحدهم بالآخر

و ليرشف الغُصن ويرتشف

يصفعه الصقيع

ويصقله الجليد

وأخيراً يسقط برّاقاً

مكسو بلونه المخملي.

.

ماذا عن الشمّام

اجعله يسكب صفرته

في ضوء الشتاء،

وإن يكن مذاقه قاسياً..

فمن الأفضل أن تتذوق

الصّقيع قارصاً

من أن تُردم

في كومة عُشب هالِك.

.

لمثل هكذا جمال

الجمال بلا مقاومة،

تغصُّ الحياة بوفرتها.

أريد للرياح أن تستريح هنا

تبعثر هذه السويقات الوردية

وتنثر التوابل من فصوصها

تعطّر العُشب الهالك.

تمتد في الطرقات بقايا أغصان

مثل أطراف قُطّعت من مفاصلها،

تجر وراؤها سيقان الصنوبر

مرشوقة من أخشاب بعيدة قاصية

مسومة لتسقُط في شريحة أناناس

و تقسم نصف كمثرى و نصف سفرجله..

تاركة ورائها أنصاف أشجار مفرّقة ..

ملتوية، ولكنها تُظهر فقط

أن المعركة كانت باسلة .

.

أن تفشي مثل هكذا حديقة

أن تنسى، أن تجدَ جمالاً يانعاَ

في مكان مرعب

تعذبت فيه الرياح.
*

ترجمة د. شريف بُقنه الشّهراني

زر الذهاب إلى الأعلى