وليم بليك – إلى الخريف

آه يا خريف ، محمّلاً بثمار ومصبوغاً

بدم العنب ، لا ترحلْ ، ولكن اجلسْ

تحت سقفي الظّليل ؛ هناك قد تستريح ،

وليتناغمْ صوتُـكَ الطّروبُ بمزماري الثَّـمِـل ؛

وكلُّ بنـاتِ العام سيرقصْـنَ!

غنِّ الآنَ أغنيةَ الفواكهِ والأزهارِ المفعمةَ بالحيويّـة.

.

” البُـرعُـمة النحيـلة تُـبرِز جمالَها إلى

الشَّمس، والحبّ يسري في عروقـها النابضة ؛

الزّهراتُ تدلّتْ على جَبْـهةِ الصَّباح ،

وأزهـرتْ تحتَ الخدّ المُتـألِّق للمساء الوقور،

حتى تفتّت الصّيف المتكـدِّسُ قُدُمـاً في الغناء ،

ونثرت السُّحبُ ذواتُ الرِّيش أزهاراً حول رأسها .

.

” أرواحُ الهواء تعيش على روائح

الفاكهة ؛ والمرحُ ، بأجنحة خفافٍ، يطوف حول

الحدائق ، أو يجلس مغنِّـياً على الشجر.”

هكذا غنّى الخريفُ المرحُ عندما جلس ؛

ثمَّ قام ، مورِّداً ذاتَـه ، وفوق التلِّ الكئيب

هرب من أبصارنا ؛ ولكنّـه ترك حِملَه الذَّهبيَّ.

*

ترجمة : د. بهجت عباس

**

زر الذهاب إلى الأعلى