أحبكِ وأنتِ لا تعرفين ذلك – محمد بنميلود

أحبُّكِِ،
أنتِ لا تعرفين ذلك،
تظنّيني رَجُلاً من ذكريات حزينةْ،
أضع جاَكِيتِي على كتفي دون أن ألبسها
وأتجوّل في المساء وحيدًا على القناطر.

ذاكرتي غسلها المطر والضّباب،
أحبّ تساقط أوراق لولبيّة من الشّجر العالي،
أحبّ شمسَ الصّباح والحليبَ باردًا دون قهوة،
أحبّ الصفَّ الأماميّ في الحرب
بمذراة بدائيّة في يدي،
وأحبّ أن أتبعك راكضًا وسط الحقول،
شَعْرُكِ يتطاير مع العصافيرِ الهاربةِ من القنّاصين،
والزُّهورُ الصَّغيرةُ تدلّني عليك.

أحِبُّكِ، وأنتِ لا تفهمين ذلك،
تأتي القطارات وتمضي،
ثقيلة جدًّا فوق السكّة،
أنتِ لا تعرفين شيئًا عن حياتي
الّتي تخطفها حياتُكِ من محطّات مهجورة،
من العربات الأخيرة،
لقطار الأيّام.
تظنّين كل شيء حزنًا في حزن،
فقط لأنَّكِ يتيمة كشجرة صغيرة في الأصيص الكبير،
في الدّار الزّليجيةّ الحزينة،
بعيدًا جدًّا، عن الغابة.

*نص: محمد بنميلود

زر الذهاب إلى الأعلى