ألعاب المائدة – سارا كاي

في المطاعم

كانت لعبتنا المفضلة

لمس الأشياء على الطاولة

وإدراجها بشكل عفوي

في حديثنا.

إصبعك على مطحنة الفلفل، فأقول

“أنت تصحنّي”

عندها تشهر سكينك معلنًا

“هذه ملاحظة حادة”

فأحمل زجاجة الماء محذرة

“لا تمتلئ للحافة وتغتر بحالك”

وبينما توّقع على الفاتورة، تهز رأسك بجدية

وتعتذر قائلًا “أنت محقة، آسف جدًا”.

نتحرك حركة دؤوبة

عيوننا تتنقل بين المنشفة وملعقة الحساء

وكأنما سطح الطاولة رقعة شطرنج

نضحك من أسرارنا التي نخفيها عن العاملين.

الأجمل، بالطبع، يحدث عندما يظهر عنصر جديد على المائدة

شيء مفاجئ، أو مختلف نضمه للعبة الكلمات

شيء يجعلنا نحدق صامتين

مصارعين عقولنا في سبيل التورية الأمهر.

كنتَ أسرع مني دائمًا

عجزت عن مجاراة عقلك النيّر

رغم هذا كنت أبتهج لشعورك بالرضا

لتغلبك عليّ

أفرح لرؤية عينيك تشعان زهوًا

بتوريتك الحاذقة

وبنيلك مني – أنا – جمهورك المفضل.

الطعام كان دائمًا أشهى عندما تشعر بالانتصار

ربما هذا هو سبب حب الناس للصيد.

يوم قررت أن تهجرني

أخذتني إلى “هول فوود”

سلسلة الأسواق الشهيرة

كان هذا مؤلمًا

لأن نيويورك تزدحم بالكثير منها، وكلها سواء

الآن يبدو كل منها مسرحًا للجريمة

بعد أن أخبرتني بأنك نسيت اسمي، فوق الكثير من الأفواه

قلتُ “حسنًا”

وأمسكت بيدك بينما كنت تبكي.

لو أنني كنت أسرع قليلًا

للمست حامل المناديل الورقية الرخيص وقلت

“شكرًا، لاستغناءك عن هذه المعلومة”

ربما لم تكن أقوى تورياتي،

لكن ربما أضحكتك

وهذا ما كنت أرغبه بشدة في تلك اللحظة

كان من الممكن أن أقول

“هلا أرجأناه لوقت لاحق”.

ثم طرقت فوق السطح فيما بيننا

أو، أعتقد أنني كنت مستهلكة أكثر مما ظننت

حين وضعت يدي على ملعقة بلاستيكية.

أو ربما قلتُ

“مذهل، حفاظك على الأمر سرًا”

مع إيماءة نحو علبة الطعام المحمولة

“لا أصدق أنك أخفيته كل هذا الوقت”

بينما أرشف جرعة ماء

“لابد أنه كان من الصعب الاحتفاظ به بالداخل طويلًا”.

كان يمكن أن أصرخ بعبارة عن كل منتج فوق الأرفف

بينما ألقي به أرضًا.

متقهقرة إلى الوراء عبر كل ردهة حتى المخرج

هل لك أن تتخيل ردة فعل العاملين

يجففون أيديهم في مآزرهم الخضراء

يتوقفون عن رص الأغذية على الأرفف

بينما يلتفتون ليروا سيدة التورية المجنونة ومغادرتها الصاخبة

كان يمكنني أن أصرخ صرخة أخيرة

“لم يسبق أن تعرضت لهذا القدر من القسوة”

بينما أضغط ثمار البنجر المعروضة كلها

ما يدفع الأمهات القابضات على عربات التسوق

لمواساتي بتصفيق متعاطف

بينما أنحني في طريقي إلى الخارج.

في الواقع

أشك أن أحدًا قد لاحظ

أعلم أن الأمور المؤسفة تحدث

في “هول فوود” طوال الوقت

عوضًا عن هذا كله، قلت “حسنًا”

بخلاف ما أردت قوله تمامًا.

قصدت “هذا أمر سيء”

قصدت “لماذا؟”

قصدت “أرجوك لا تتركني”

قصدت “خمس سنوات وأنا أحبك”

قصدت “مع من سألعب دون أن يلاحظ العاملون؟”

“من سأسابق لأثير إعجابه بكلمة؟”

“من سيبتسم لي عندما يهتدي للكلمة أولًا، سعيدًا بفوزه؟”

.

ترجمة: ضي رحمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى