ديلان توماس – ريح أكتوبر

خاصة حين تعاقب ريح أكتوبر

بأصابعها الباردة خصلات شعري،

مأسورا بالشمس السرطانية أسير علي نار

وأطرح ظلا سرطانيا فوق الأرض،

سامعا ضجيج الطيور علي شاطئ البحر،

سامعا الغراب يسعل في غابات الشتاء،

فإن قلبي المشغول الذي يرتجف كلما تّحّدٌّثّتْ

يريق الدم المقطعي وينزف كلماتها.

سجينا أيضا في برج الكلمات، ألحظ

أشباحا في الأفق تثرثر لنساء كالأشجار

يّسْرن، وصفوفا من أطفال يومئون

كالنجوم في الحديقة.

البعض يدعني أصنعك من حروف الزان اللينة،

البعض من الأصوات السنديانية،

من جذور أقاليم شائكة أسمعك أنغاما،

البعض يدعني أصنعك من أحاديث المياه.

من وراء آنية السرخس تخبرني الساعة

المتهادية بكلمة الوقت، المعني العصبي

يطير علي القرص القائم معلنا أفول النهار

ومنذرا بالطقس العاصف ديك الرياح.

البعض يدعني أصنعك من اشارات المرج

العشب الناتئ الذي يخبرني بكل ما أعلم

ينكسر مع الشتاء الزاحف كالدودة خلال العين.

البعض يدعني أخبرك عن خطايا الغراب.

خاصة حين تريد ريح أكتوبر

(البعض يدعني أصنعك من تعازيم الخريف،

من تل ويلز الصاخب عنكبوتي اللسان)

أن تعاقب الأرض بقبضة من درنات،

البعض يدعني أصنعك من كلمات لا قلب لها.

أفْرِغّ القلب الذي و هو يلقي بسحره علي

مسري الدم السيميائي أنذر بالغضب القادم.

قرب شاطئ البحر اسمعي الطيور ذات المقاطع المظلمة.

*

ترجمة: محمد هاني عاطف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى