رسول حمزتوف – اللقالق

جنود بلادنا من لم يؤوبوا راجعينا

إلينا من ميادين القتال الداميات

يخيل لي أحياناً

بأن أولائك الغياب ما اجتدثوا أراضينا

و لكن أصبحوا طيرا لقالق هائمات

.

و مذ تلك العهود من الزمان

و هم أسراب أطيار تحلق و هي تدعونا

أليس لذلك نصمت كلنا أحزان

إذا نحو السماء رنت مآقينا ؟

.

و انى اليوم أبصر ساعة الغسق

طيور لقالق بيضاء تسرب في الغيوم

و تتبع نفس ما ألفت تسير به من النسق

قديما حين كانت بشرا تمشى على نحو نظيم

.

و ما هم يقطعون طريقهم في الأفق ممتدا

ينادون بأسمائهم بعض الأهالي

فما أشبه لهجاتنا الجبالية مدا

بأصوات اللقالق و هي تصرخ في الأعالي

.

و ذاك مثلث من طيرها ضفرا

ليذرع في الغروب السحب و هو مهلهل جهدا

و أبصر في صفوف الطير موقع طائر صفرا

لعل الموقع الخالي مكان لي أعدا

.

و حين يحل ميقاتي سأمضي

أطير مع اللقالق في العتمة الزرقاء

ألقلق من وراء الأفق في حزن أناديكم

بأسمائكمو يا كل من خلقت فوق الأرض من أحياء

*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى