روكي دالتون – وطني بعيد – ترجمة أحمد حسان

بعيد عن العالم، بعيد

عن النظام الطبيعي للكلمات؛ بعيد

على مبعدة اثني عشر ألف كيلو متر

من حيث يكون الحديد بيتا للإنسان وينمو

مثل زهرة نادرة تعشق السحب،

بعيد عن الأقحوان، عن جناح البطريق الناعم،

عن البحار المظلمة التي تلعن من البرد،

بعيد بعيد جدا عن حيث يكون منتصف الليل مسكونا

وحيث تملي علينا الآلة صوتها الآمر،

بعيد أيضا عن حيث تخلف الأمل،

عن حيث يولد النحيب ميتا أو ينتحر

قبل أن تخنقه القمامة،

بعيد عن حيث تكره الطيور،

عن حيث حيث تحدثك عن الحب ذئاب نتنة وتدعوك

إلى فراش من العاج،

بعيد عن حيث تتآمر الحدائق ضد جمالها

بالسكاكين التي يمنحها لها الدخان

بعيد،

بعيد.

بعيد عن حيث يكون الهواء زجاجة رمادية ضخمة،

عن حيث يقدم الجميع فقاعات صابون بشعة

ويشرب ملائكة فاسقون مع أطفال وقحين

سم الردة ضد كل شروق ممكن

بعيد عن غمغمة الأقنعة،

بعيد عن حيث لا تعم العاريات بضوء جلدهن،

بعيد عن مغمة الأقنعة،

بعيد عن حسية البانتوميم

عن التيار الدفين للعناتة التي بلا قرار

بعيد،بعيد بصورة فظيعة

عن حيث تجوب الشوارع حيوانات خرافية من الحرير

عن حيث يكون لكل مفتاح باب ينتظره مؤرقا،

عن حيث تولد عمياءَ موسيقى الذهب

عن حيث تنبح طليقة قطعان الكوبالت،

بعيد ،بعيد بصورة قاطعة

عن حيث يموت الشهيد بالسخرية

ويكون القديس مهرجا يظل صامتا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى