عشر رسائل حب – كليمنتين فون راديكس

2E72A417 5E00 4E0E BA14 793FBCC3AB24 عشر رسائل حب - كليمنتين فون راديكس
شلبية إبراهيم

الأولى

الفرق بين الحب وممارسة الجنس أنني نسيت كيف هو الشعور بالأول. أملك جسدًا مثل باب مفتوح، أملك جسدًا مثل يد مبسوطة، لذا من السهل جدًا الإمساك بي. جِد لي فتىً بقلب واعد أكثر من حلوى السكر في يوم حار، سأعلمه كيف يجعلني تافهة بلا قيمة، منتظرة طوال الوقت، في كل لحظة، أن يفككني، ضلعًا ضلعًا، ليرى كيف أعمل، وكيف أنزف.

.

الثانية

تلك هي الحقيقة المُرة: “قبلة الأشواك” كما أسميتَ آخر قبلاتنا، لا زالت هنا، حتى بعد مرور آخرين كثيرين.

.

الثالثة

عزيزي، يأتي الحب – أحيانًا – كنار في غابة. عندما يحدث ذلك، كن أكثر شجاعة مني. ارحل. خذ فقط ما يمكنك حمله. لا دموع، ولا إعادة نظر. يدك مثل القداحة، سيقتلك مستصغر الشرر.

اركب سيارتك. خذ ماء وخرائط. تجنب محطات الوقود. لا تنظر إلى اللهب المتراقص في المرآة. اذهب لمدن جديدة، اصعد الأسطح وراقص ببطء ذكرياتك الأكثر برودة. غط جدران منزلك الجديد بورق حائط من كل رسالة حب أقسمت أنك لن ترسلها أبدًا.

اعثر على غريب بأطراف حادة وفخذين غير متناسقين، دس بحكاياتك في جلده وانس أنك لم تعرف اسمه أبدًا. فقط، عدني أنك لن تفكر في الجمر أو الدخان، حتى والرماد في شعرك والسخام في رئتيك.

.

الرابعة

إنها الحادية عشر ظهرًا، أجلس في مطعم، شربت ثلاث زجاجات بيرة بالفعل. صدقني، رغم صدمتي، إلا أنني لا أزال حية.. أحيانًا. شربت على ذكراك لمدة ليومين. مؤخرًا، أتخيلك كوحش بري يأكل بقدميه. أنت حر على أية حال، إلا إنني – في محاولة تجنب لومك – لا أجيد سوى تتبع أثر مخلبك.

والحقيقة: من الصعب أن تقع في حب من يحب شخصًا آخر.. لا أعرف كيف أحول ذلك إلى شعرٍ.

.

الخامسة

أنا في الخامسة عشر وهو حبيبي الأول.في الثامنة عشر ويداه في حجم الدفاتر السميكة. يقول إن لديه الكثير ليعلمني إياه. إنه غارق في حزنه، والغرقى يعتقدون – في كثير من الأحيان – أن التشبث بآخر قد ينقذ حياتهم، لكن هذا يجعلكما تغرقان أسرع.

أنا في السابعة عشر وهي حبيبتي الأولى. الشيء الوحيد الذي نفعله أكثر من الشجار، ممارسة الجنس. أخبرها عن يد حبيبي، فتحاول أن تمد أصابعها لتحاكيها، أقول: توقفي، أحبك كما أنت.

أنا في التاسعة عشر في أول غرفة من بين غرف كثيرة قذرة، بكتب متناثرة في كل مكان، ومرتبة في أحد الأركان. تلك الغرف كانت دائمًا لفتية بوجوه غير حليقة وقلوب رقيقة.

فتية شديدو الرخص، لكنني لا أعرف هذا بعد، لأنني، الليلة، مع أولهم. يناولني البيرة، ويقول إنه يعتقد إني ذكية، ثم يأمرني بخلع ملابسي.

أنا في العشرين أحب شخصًا يكذب كثيرًا. القسوة كانت عقوبة الكذب، وعقوبة القسوة كانت التخلي.

أنا في العشرين وهذه ليست ممارسة للجنس، لم أرغب، قلت توقف، لكن هذا لم يغير من الأمر شيئًا.

أنا في العشرين، أبكي لأن صديقي “آرون” يريد أن يقبلني، وأعرف أنه لو فعل سيبقى طعم الخيانة طويلًا في فمي.

.

السادسة

طرق احتفاظي بك:

رغم معرفتي كيف يكون الأمر عندما تحب شخصًا قلبه مثل نصل سكين حاد، أتيتُ بالمشحذ.

طلبت منك أن تنحني، لتصبح ضئيلًا بما يكفي لأضمك في قبضتي، أردت أن أطمئن أنك لن تبتعد أبدًا.

كنت أعرف أن هناك شخصًا آخر، لكنني أخذت أفتش جيوبك لأثبت خطأي.

قذفتُ بزجاجة نبيذ عبر المطبخ مثل كرة، ووقف كلانا محدقًا في الزجاج المحطم كدليل على أن خيار الناس يرتكوبون أفعالًا شنيعة.

قلتُ: “أحبكَ” حين عنيت شيئًا أكثر دقة، كان علي أن أقول: “أرجوك لا تتركني، أنا أخاف النوم وحدي.”

.

السابعة

ظننت أن هجرك سيكون سهلًا، أخرجُ من الباب فحسب، لكنني عجزت عن فعل هذا وساقيّ – دائمًا – ملتفتان حول خصرك. شفتاي تريداك كما تريد رئتي الهواء، هذا ما ولدتا لتقومان به.

هكذا أجلس في العمل وأفكر فيك وأنت تقطع الخضروات في مطبخي. شعرك في بالوعة حمامي. أصابعك تداعب عمودي الفقري صباحًا بينما نستمع لصوت قطرات الماء المزعج. لا أعرف لماذا علقت كثيرًا من الأمل على من لن يسميني بيته، لكن طريقتك في الحديث عن الشعر مثل ماركسي يتحدث عن الثورة دفعتني للاستمرار في المحاولة.

في الصباحات، في حوض استحمامي، في الموسيقى، أبحث عن أسباب لحبي لك.. وعن دليل لحبك لي.

.

الثامنة

هاك ما أعرفه: شربتَ قهوتك سادة وكلانا كان خائفًا من الآخر. مرّة، قبلت عنقي أمام الأصدقاء وهذا أخجلني كثيرا. مرّة، قبلت بطني، فأخذتُ في البكاء. أعرف تمامًا طريقتك الرقيقة في لمس الأشياء، وأرغب في تقيبل أنفك، لكنني أبقي فمي لنفسي. ترقوتاك حفرتان عميقتان بما يكفي لأخفي يداي فيهما، أنت أجمل شيء رأيته منذ شهور.

كنت سيئة مع آخر شخص أحببته، لذا عاقبت قلبي (تركته ينكسر وينزف ثم بفظاظة جمعته ثانية)، من الصعب كتابة أشعارٍ، والشيء الوحيد الذي أعرفه هو كيف أضاجعك، أحاول باستمرار، أفكر في أيام بعينها، أقول وداعًا.. تسألني لماذا لم أكتب شيئًا صادقًا، ها أنا أكتب لك الآن.

.

التاسعة

أخبرتني أن الصباح أنسب وقت لنحطم قلوبنا. ها أنا أدخن سجائرك مستعيدة رائحتك. أتساءل إذا كنت لا تزال تغني أغاني البيتلز بينما تعد قهوتك. قلتَ إن أمك كانت تغنيها لك عندما تعجز عن النوم، قبل تسعة عشر عامًا من لقائنا، وعشرين قبل أن تأخذ ملابسك من دولابنا بينما كنتُ في عملي. بالمناسبة، أنا أكرهك لتركك الصور على الثلاجة، كان خلعها مثل تقشير جرح أندمل حديثًا، مثل حروق الشمس. قضيت ليال كثيرة أنحت من الوسائد جسدك، لكن، أقسم لك: لا شيء يعادل النوم وذراعك ملتفة حولي وأنفاسك في أذني.

لكن، يبقى مريحًا معرفة أننا ننام تحت القمر نفسه، حتى وإن كان أكبر عمرًا حين يدركني، أحب تخيل أنه يراك أثناء نومك، ويود أن يخبرني بأنك على ما يرام.

.

العاشرة

أعرف أن كلانا لا يتأثر بالشعر أو المشاعر النزقة، لكن عليّ أن أخبرك أن حتى طريقتك في شرب القهوة تعصف بي.

.

– ترجمة: ضي رحمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى