محمد شحادة-عامٌ من الويسكي يشبهكَ جداً

إبتدأ من شفتيك
الكون من يمينها
والسماء من يسارها
هكذا تبتسم للجميع
ومشوها كالماء
وأكبر إنجازاتك
أنك لم تنجز شيئاً
فلا تذهب الى الطريق
اذهب إلى تؤدي
إلى الجحيم
إلى أي مكان
إفتح سحاب بنطالك
تحسس لون الهواء
واخلع سروالك الداخلي
وتبول حيث وصلت
حياتك مشاهد ميتة
في إحدى حانات أنحائك
وموسيقى ساكسفون
تشبه
صوت السكين
التي احتالت على أذن فان غوغ
حياتك
عام من الويسكي
يشبهك جداً
وجداً فارغ
حياتك
غرفة للإيجار رقمها 1995
يتناكحون بداخلها
الذباب، الضجر، العاهرات، وقلبك..
كلهم كاذبون
بائع القهوة الذي نكحته
ظنا منه أنك نصبته ب 5000 ليرة
ولو بقيت قليلاً كنت لأنجبت منه 50 ألفا
حبيبتك التي تأخرت عليها
فأهديتها باقة ورد عند الصباح
لأنك تقضي حياتك بالنوم
محاصر بالنعاس
سائق التاكسي الذي صعدت معه صباحا
أيضا كاذب يراك 3000 الاف ليرة
سيارة الإسعاف
أيضا كذلك
حين أصبت بنوبة قلبية
قالت أنك ستموت
لكنهم لسوء حظك
أوصلوك الى الطوارئ
ولسوء حظك أن المشفى لم يطلب المال
يا لأولاد العاهرة
كلهم يبحثون عن سبب
ليبرروا كذبهم
منذ الصباح تحاولُ أن تجدَ بيتاً
وسطَ كل هذا الخراءِ الدائري
تحملقُ بنكتةٍ قفزت من الضحكِ
في بطنِ السواد
تُحملق بالمارة على صدرِ الشبابيكِ
وهم يعبرونَ آخر السكوتِ
وأول المزاريب
تُحاول تسلقَ الهواء
وخنقك على غفلةٍ منكَ
تُحاولُ تحنيطَ المياهِ
بعد ذبحها كي لا تعودَ إلى شكلكَ
تُحاول ألا تحاول
ومنذ المساءِ لا تحاولُ أن تجدَ شيء
غيرك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى