أندريه فوزنيسينسكي – بكاء قصيدتين لم تولدا

آمين .

قتلتُ القصيدة .

قتلت ما لم يولد . إلى الجحيم !

سنَدفنُ .

سنَدفُن القصائد . والدخول مسموحٌ لكل الرباء .

سندفنُ .

في العالم الأسود قصيدتان تقبعان ،

كعاشقين مسمومين .

كمنظار مسرحي أبيض .

حياتان متضامتان تقاسمتا المصير بالعدل.

اثنتان من أكثر قصائدي شدواً !

فقفوا

انتم ، أيها الناس

أنتِ ، أيتها الوحوش

أنتِ ، أيتها البرك

هناك، في “استانكين” حيث ولدت قصائدي.

وأنتِ ، يا أشجار الزيزفون الليلية

قفي كالألف في شعاب التنبؤ .

وأنتِ ،

أيتها الطرق المقتولة في فواجعها

كفاكِ التمرغ في الأسفلت ،

وقفي فوق المدينة كانتصاب الشعر .

وأنتِ ، أيتها التوابيت المطوية ،

انفتحي كسكاكين الجبار ،

وقفي .

وقفوا أنتم

يا سرفاتس، بوريس ليونيدوفتش، (1)

ويا دانتي.

لكنتم قد أحببتوهن .

لكنهن ، الآن، أيضاً رفات .

قفوا.

وقف أنتَ ، يا عضو مجلس السوفييت الأعلى ،

أيها الرفيق حمزاتوف

قف

قُتل الفن، وهذا ما لا يعوض

وما هو بأقل أهمية من خطابٍ

في يومٍ احتفالي .

إن موتهن – محكمةٌ .

ونحن – معتقلون .

قفوا.

آهٍ ، يا أمي

كم رغبت أن يسير ابنك باستقامة وصفاء .

فقفي .

وقفوا أنتم في سيبيريا ،

في باريس ،

وفي المدن القصية الصغيرة .

كم قتلنا في داخلنا

ما لم يولد ،

قفوا ، (2)

وقف يا لانداو المقتول في عامل مخبرٍ مريب .

وقف

يا كوبرينك المقتول في لانداو الظريف

قفوا

وقفي أنتِ

أيتها الفتاة في فرقة الجاز

هل تذكرين الريولات المدرسية ؟

قفوا .

الصبية الأبطال صاروا أبطالا

لكن في “الضد”،

فقفوا ،

( أنا لا أتكلم عن المخصيين – عن المنتحرين ،

من أضاعوا بأنفسهم –

الذرات المقدسة ).

قفوا .

قُتِلت القصائد .

أصدقائي في الفرح المذعور –

“ذكرى خالدة!”

وأنت أيها الوزير ..

أنت الذي حلمت أن يبحر في الاطلنطي

ذلك البحار المبتدئ ،

ذكرى خالدة.

وأنت يا ليفانوف الرعدي(3)، أين هاملتك

الذي لم يُمَثل ؟

ذكرى خالدة.

وأنتِ أيتها العجوز

أين أميرك؟

والعذرية يمكن احاطتها وكوفي إطار،

ذكرى خالدة.

وأنتِ أيتها النوايا الخضراء قفي كاللهيب

ذكرى خالدة.

وأنتِ أيها الحلم والأمل،

هل خرجتِ إلى طنف الكنيسة؟

ذكرى خالدة!..

آمين.

دقيقة صمتٍ .

دقيقةٌ كالأعوام.

لقد ألزموا أنفسهم الصمت – الكل انتظر الطقس .

ان لم تقل اليوم ،

غداً لا تستطيع ان تتدارك

ذكرى خالدة .

ولذاكرتنا التي تغادرنا كالماموت

ذكرى خالدة .

ولذاك الذي جاء بالنار عبر الخراب –

مجدٌ خالدٌ !

مجدٌ خالدٌ !

__________

(1) باسترناك.

(2) عالم فيزيائي سوفييتي قتل بحادث سيارة في أوائل الستينات

(3) مسرحي سوفييتي معروف.

*

ترجمة: ابراهيم الجرادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى