الأصوات – محمد بدر

هنالك صوتٌ

يشكو لي وأشكو له..

هنالك صوتٌ آخر

يتجنبني وأتجنبه..

وهنالك صوتٌ

لا يدع لي مساحةً

لأتكلم.

أُفكر بالأصوات: مِن أين تصدُر؟ مِن قبل مَن؟ هل أنا الذي يهمس ويصرخ بها داخلي؟ أم أن هنالك من يسكنني؟ كائنًا ما ساديًا ومازوخيًا يتسلى بتعذيبي وتوتري؟ يتسلى بحزني وإضعافي؟

يا ترى ما الذي يحصل للأصوات عندما لا أسمعها؟ ما الذي يحصل لها عندما أكون نائمًا؟ إلى أين تذهب؟ من الذي تزوره؟ هل تتحول إلى كوابيس لتزعجني؟

كومة مِن الأصوات التي تستلقي على جسدي وتتسرسر فيما بينها متجاهلةً وجودي، أحيانا تبدو لي جادةً وأحيانا أخرى تبدو لي أنها تتحدث عني بتهكم ولكن دون أن أفهم، فقط أستشعر حديثها في قلبي الذي يرجف خوفًا منها.

الأصوات كثيفة، تلازمني ملازمة لصيقة، إنها لا تموت ولا تنتهي، بل تزيد في كل مرة، وتأتي دومًا أصوات جديدة ومختلفة، تتزاحم وتتنافس على إظهار أصواتها قبل البقية الذين لا يهدأون ولا يتوقفون عن التنافس.

كل الأصوات

تنتصر بداخلي

ليلاً ونهارًا

نائمًا ومنتبهًا

عدا صوتي أنا

خاسرًا بفداحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى