الحب الذي لا عيد له – حنين الصايغ

حاولت أن أفهمكِ كما يفهم الرضيع قبضته
كما يلتفّ خطّ حول نقطة
كما يفهم السكّين عقدة
حاولت أن أفكّ لغزكِ
كما يفكّ جاهل عقد أصابعه كلّها
فيصاب بعقدةِ الجاذبية
الشريط يعرض تفاصيل لا تنتهي
بالأسود والأبيض
مطر
مظلات
أحذية ….
حاولت أن أفهم
الحب الأحمر
الحب الأسود
الحب الأبيض
الحب الذي لا لون له
ولا عيد له
الحب الذي لم يتنبه لوجوده أحد
كالهواء….

الشريط يعرض تفاصيل لا تنتهي
مطر
أحذية
مظلات
قلت سأنتظر كي أرى نفسي فيه
فضحكتِ مني
“الإنتظار هو موافقة ضمنية على مرور الوقت.
وماذا لو لم توافقي؟
هل سيتوقف الوقت عن المرور؟ ”

صوتكِ يغيب
ضحكتكِ تغرق في بركة الصّدى
والشريط يستمر…
أطفال
وأحذية
وأرصفة
ربما لا أكون فيه
قد أكون كل احتمالات الأبيض والأسود
وكل احتمالات الضجر في رأس مراهق
قد أكون كل مربعات رقعة الشطرنج
على التوالي
أبيض أسود
أبيض أسود
حتى أخرج من المعادلة نهائياً
حتى أعود إلى اللالون
كالحب الذي لا يتنبّه لوجوده أحد
كالحب الذي لا عيد له
كالهواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى