بكاي كطباش – قصائد هايكو

‏الغريبان الصامتان،
‏مظلتاهما تدردشان
‏بلغة المطر
‏_

‏⁧‫في المقهى القديم
تهبّ الريح مرّة
ومرارا ذكراك
__

في الإطراقة المستديمة
للمهاجر السرّي
قارب يغرق
_

قبضة الرّضيع،
الكَوكب الغضّ يبسط الآن
قارّاته الخمس
_

يرن المنبه
مجمدا غزالة الحلم
في نصف وثبة
_

ليست أقلّ كآبة
من سترة العَجُوز المقلوبة
سَماء اليوم
_

مرآةٌ مُحَدّبة،
أتَأمّل الـمُمَثّـل الهَزْلِي
دَاخِلِي
_

الأوراق رسائل،
الرّيح ساعِي بريد
لا يأبه للعناوين
_

‏ببعضها البعض
‏تدفن أوراق الخريف
‏بعضها البعض
‏_
‏⁧
‏بخطى خافتة
‏وكأن هناك من يصلّي
‏أو يسلم الروح
‏_

‏بينما أقشر موزة
‏تنزاح قليلا
‏معضلة الوجود
‏_

‏لنكتة الريح
‏تضحك الشّجرة
‏بكل أوراقها
‏_

‏ولا أرجوحة واحدة
‏أبقتها القذائف
‏لريح الخريف
‏_

‏في فمه عشبة خضراء
‏الغريب الذي لا يسأله أحد
‏كيف حالك
‏_
‏⁧
نوافذ تحاول التحليق
‏وجوه الغائبين تطلّ
‏مليئة بالأجنحة
‏_

‏نهر يعتمر قبعة
‏يرفعها حين تمرّ نساء جميلات
‏ويواصل السير
_

إلى بيت العائلة
يعود الجندي الفتي
برتبة ميّت
_

في ثنية الجناح المكسور
ترى كم من أفق
يصير الآن هاوية؟
_

هو أيضا يتآكل،
القلب البلّوري الصغير
في حمّالة المفاتيح
_

‏يتسلل اللّيل هاربا
‏حاملا على ظهره
‏كيسا مثقوبا من عيون القطط
_

‏المساء المتراكم في النّافذة
‏يتجاذبه اثنان:
‏الصّبّار والنّدم
_

سيأتي من يقول
كانت هناك بحيرة
وكان هناك بجع في البحيرة
_

إلى المسجد
تدحرج تنكة بيرة
الريح الكافرة
_

أَيها الباب
كفى صريرا
أنت تُرعب الرّيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى