جان جينيه – الصياد من سوكويه

إلى لوسيان سينامود

حوله، الوقت والهواء، والمشهد الطبيعي كلها أشياء مضببة.

مستلقيًا على الرمال، كان الفزع

هو ما رأيته

بين الفروع المنتشرة لساقيه العاريتين.

الرمال أبقت آثار أقدامه، وأبقت أيضًا

آثار مسافدته يحركها

دفء واضطراب الأمسية.

كل الكريستال يتلألأ

ما اسمك؟

وأنت؟

منذ تلك الليلة، أحببت ذلك الفتى الماكر

المضيء، الخيالي، القوي

الذي لجسده المقترب القدرة على جعل المياه ترتجف

وكذلك السماء، الصخور، المنازل

الفتيان، الفتيات

والصفحة التي أكتب عليها.

صبري هو ميدالية على صدريتك.

غبارٌ ذهبيٌ يحوم حوله. يجعله بعيدًا عني

عينيه: وسط الأشواك، الأشواك السوداء

واللباس الخريفي المضبب.

يده تضيء الكائنات. تعتمها أكثر.

تحركها وتقتلها.

إصبع قدمه اليسرى الكبير مع الظفر المنغرس

يفتش أحيانًا منخري

أحيانًا فمي.

إنه هائل، ولكن بعدها يمكن للقدم

والساق أن تتبعانه.

تريد الاصطياد في الثلوج الذائبة

في بركي التي من حلقات معقودة

آه، لتغرق ذراعيك العاريتين

في عيني الجميلتين

المحميتين بصفين صلبين من الرموش

تحت سماء عاصفة وأشجار صنوبر مرتفعة

صياد مبتل ومكسو بقشور شقراء

في عينيك، أصابعي الغصنية

ويدي الشاحبتين تريان

أتعس الأسماك في العالم

تفر من المصرف حيث كنت أفتت خبزي.

آسبن. في قمة نفسك، متوازنة

وحدها، كعبك الوردي يعلق من فروع

الشمس المشرقة. آسبن، نفختك

ترتعش على أسناني. أصابعك المكسورة

تمشط اللازورد وتمزق اللحاء

جاعلة إياك لينًا ومهدبًا مع الثلوج

يا آسبن. شُيد هذا الجذع

بجرح عميق ولكنه خفف بالريشة.

شفتي تجبره

ليزهر.

عندما تضيء الشمس زهور الخلنج

على سيقانك الجميلة، على سفوحك، أمضي

ببطء على الصخور حيث كلمتني

أيها الصبايحي* الأشقر، وأنت جالس على ركبتيك في الضوء.

ثعبان يصحو على صوت الموت.

وتحت قدمي المندفعة تسافر الحجول.

عند غروب الشمس سوف أرى الباحثين عن الذهب

يعملون تحت القمر المخبول.

والخارجين من المقابر يرسمون القش.

ياله من ظل على قدميك، حذائك اللامع!

قدمك المتجمدة في بركة دموعي

قدمك المكرملة، المغبرة والعارية

تتناثر مع السماء، قدمك المباركة

سوف تُعلم كتفي الأبيض هذا المساء

(غابات يملأها القمر بالذئاب)

آه يا صيادي في ظلال صفصافي

الجلاد مغطى بالنجوم والمسامير

محمول بالأذرع البيضاء للرصيف.

على الشجر الأخضر، المنتصب – تحني جبينك

(حيوان الحب، شجرة ذهبية برأسين)

فوق أوراق الشجر – الوحش الحار تركك

معلقًا بقدم واحدة

وفالس بطيء يُسمع في السماء الصافية

من الهارمونيكا، ولكن هل ترى عينيك

فجرًا مذهلًا خلال الصارية الثالثة؟

آه يا الصياد العاري بقلب رقيق

انزل من الشجرة، واخشِ

أغصاني الغنائة.

وداعًا يا ملكة السماء، وداعًا

يا زهرتي الجلدية، المنحوتة في كفي.

صمتي، يسكنه شبح

عينيك، أصابعك، والصمت.

شحوبك.

هذه الموجات على الدرج مرة أخرى

حيث تجلب قدمك الليلة دائمًا.

صلوات تبشيرية واضحة ترن تحت قوسه.

وداعًا أيتها الشمس، الهاربة من قلبي

بمشية فظيعة وليلية.

امشِ متشبثًا على دروب الجمر

حيث كنوز الليلة

مدفونة تحت قدميك.

تصحبك السلامة. في نباتات القراص، الاستعجالات

برقوق السياج، والغابات

خطوتك تحدد مقاييس

الظلام.

وكل واحدة من قدميك، كل خطوة من الياسمين

تدفنني في قبر خزفي.

وأنت تحجب العالم.

كنوز هذه الليلة: ايرلندا وثوراتها

فأر المسك الهارب في الأراضي البور، قوس من الضوء

النبيذ الذي ينشأ من معدتك

حفل الزفاف في الوادي

ورجل مشنوق يتأرجح

من شجرة التفاح المزهرة

وأخيرًا، تلك المنطقة

حيث مؤخرتك

محمية بزعرور بري مزهر

متصل من القلب

إلى الحلق.

من جميع الأجزاء، ينزل الحجاج.

يغطون وركك حيث تغرب الشمس

متسلقين بحزن المنحدرات المشجرة لأفخاذك

حيث اليوم أيضًا داكن.

من خلال الأراضي البور المعشبة

تحت إبزيم حزامك المفكوك

وصلنا

أفواهنا جافة، أقدامنا

وأكتافنا متعبة.

في بريقه، حتى الوقت محتجب

مع قماش رقيق فوقه

والذي منه الشمس والقمر

والنجوم، وعينيك

يمكن أن تلمع.

الوقت نكد عند قدميه.

لا شيء يزهر هنا

إلا زهور البنفسج الغريبة

من المصابيح الخام.

إلى قلوبنا اجلب أيدينا

وإلى أسناننا اجلب قبضة الأيدي.

كيف هي محبتك؟ أخشى أن أرى تسرب هذه المياه

بين أصابعي الضعيفة. لا أجرؤ على ابتلاعك.

فمي يحمل شكل عمود فارغ.

بخفة ينزل في ضباب الخريف.

وصلت للحب مثل شخص يدخل الماء.

أذرعي إلى الأمام، أعمى، شهقاتي مكتومة

منتفخ بالهواء، وجودك في روحي

وحضورك ثقيلان، أبديان.

أحبك.

اللص

حيث تتعرى الليلة وتعمل على أزهاره

قبضات الجزار المشرقة استحوذت على وردتي.

يا ليل الطفل المكتشف في دموعي

شيد قصيدة حيث يكون قضيبه مضمنًا.

الليلة

كنوزي، المفضوضة بكتائبه الرقيقة

كانت تتدفق إلى الأعقاب في نومك الإلهي

وأنفاسك تحجب رثاء

القرقف، اللص ينزف من الأنف

على أظافري البرتقالية المائلة للحمرة!

اللص

دون بلوغي، تمر الرياح بخطوات بطيئة.

لقد قُتلت – قُتلت بشدة. أنا خائف.

أيها القضيب العنيد الوسيم، تعال

دون خطر من خلال المروج الصباحية

قدم إليّ بحر وفجر الرعاة.

الشجرة

أيها اللص، إذا كنت تمر فزعًا على قدمي

فإن الجيوش المكبلة هربت من سجني.

وقلبي يرفض المقاومة، يا أغصاني

تعالي غير مكتملة. أعلم أنك تموتين

مسحوقة بأحذيتهم.

اللص

يستيقظ أحيانًا يزور جيوبي

يسرقني، ومسبقًا، مهددًا بالسم

نسري يرعاه، ويأخذه

نحو بعض الصخور العالية ويخفيه

في غور ماضي.

الشجرة

أيتها اليد المليئة بالبرق

أنا محطم بوهجك.

يريدونني أن أكون منبهرًا

بألعابك، أيها اللص

بسرعة كبيرة جدًا ستأخذ

يدك بدورها

شجرة مزينة

بمصير جريء.

اللص

على كل واحد من أصابعي، ورقة محفحفة!

كل هذه الفوضى الخضراء، هذه الأوراق المتحركة.

جبهة الخاطف الشاحبة تتورد خجلًا

في جدائله ترتجف نجمة

في الشرق.

الليلة

ولكن عن أي شخص تتحدث؟ الصيادون يسحبون

عيونهم مثل البحر، عميقًا في الهاوية.

المد دقيق، وهذه الرغوة، بعد أن ظهرت

مع ضحكة، هي علامة ثمينة بالنسبة لك.

الذاهب

في بنطالٍ جلدي أعبر الغابة

بقدم ملتوية بسبب جوارب الصوف

أيها اللص، لا البحر ولا هرائك

ولا أنفاسك يمكن أن تمنع

أي  شيء من أن يرتجف

تحتي.

اللص

أيتها الخيالة الخالدة في ثوب الأورجانزا خاصتك

على فرس جريح، أنت منافقة!

مثل بتلات مفقودة، أصابعك الجميلة كانت تسيل

وداعًا حديقتي الكبيرة

الملتصقة بالسماء!

هكذا بقيت وحيدًا، منسيًا من قبله، نائمًا على ذراعي.

البحر هادئ. ولكن لا أجرؤ على التزحزح.

وجوده سيكون أكثر فظاعة من رحلته

خارجي. ربما سيتقيأ

على صدري.

ثم ماذا أفعل؟ اعبر خلال قيئه؟

باحثًا بين النبيذ، اللحوم، المُرة،

بين ذلك البنفسج والورود التي ميعتها وخففتها

خيوط الدم؟

شفرات النار، رقائق مكسورة!

بينما يرعاني القمر

أنزعج من البحر.

دم البحر يتدفق من أذني.

أيها الصياد الحزين، عيونك المسدلة

عيونك الشاحبة في سماءها المرتحلة

تضرب دماملي مرة أخرى دون شفقة

بينما أخرج وأتحول إلى مستنقع

في الليلة التي سوف تحول

الإرادة إلى خصلات زرقاء

حيث ألسنة النار

ترعى مساري.

ترجمة: سماح جعفر – عن مدونتها الحركات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى