خوسيه أوغوستين غويتيسولو – سيرة ذاتية

“كُنْتُ مُنْذُ شَبَابِي تَعِساً حَزِيناً

دَائِماً مُمْتِلِئٌ رُعْباً، مُمْتَلِئٌ حُزْنا” – مزمور88 –

*

حِيـنَ كُنْـتُ صَغِيـراً

كُنِـتُ دَوْمـاً حَزِينـاً

وَكَـانَ أَبِـي يَقُـولُ لِـي

نَاظِـراً إِلَـيَّ وَمُحَرِّكـاً رَأْسَـه:

يَا طِفْلِـي،

أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.

ثُـمَّ الْتَحَقْـتُ بِالْمَدْرَسَـة

حَامِـلاً الْخُبْـزَ وَتَحِيَّـاتِ الْوَدَاع،

لَكِـن كَـانَ الْحُـزْنُ يَرَافِقُنِـي.

نَعَـقَ الأُسْتَـاذ:

أَيُّهَـا الطِّفْـلُ الصَّغِيـر

أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.

جـَاءَتْ، بَعْـدَ ذَلِـكَ، الْحَـرْب،

رَأَيْـتُ الْمَـوْت،

وَحِيـنَ انْتَهَـتْ

وَنَسِيَهَـا الْجَمِيـع

وَأَنَـا مَـا زِلْـتُ أَسْمَـعُ حَزِينـاً:

أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.

وحيـن ألبسونـي السراويـل الطويلـة

غيـر الحـزن، حينـاً،

سراويلـه.

فقـال أصدقائـي:

أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.

فِـي الشَّـارِعِ، فِـي قَاعَـاتِ الْمُحَاضَـرَات،

كَارِهـاً، مُتَعَلِّمـاً

الظُّلْـم وَقَوَانِينَـه،

وَتَرَاتِيـلُ الْحُـزْنِ

دَوْمـاً تُطَارِدُنِـي:

أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.

مِـنْ حُـزْنٍ لِحُـزْنٍ

سَقَطْـتُ مِـنْ سَلاَلِـمَ الْحَيَـاة،

وَالْفَتَـاةُ التِـي أَحْبَبْـت

قَالَـتْ لِـي يَوْمـاً

وَكَانَـتْ مَرِحَـة:

أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.

نَعِيـشُ الآنَ مَعـاً،

أَخْـرُجُ نَظِيفـاً وَمُتَأَنِّقـاً.

لَنَـا طِفْلَـةٌ أَحْيَانـاً أَقُـولُ لَهَـا

وبمـرح:

أَنْـتِ لاَ تَصْلُحِيـنَ لِشَـيْءٍ.

*

ترجمها عن الإسبانية: عبـد السلام مصباح – المغرب

**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى