دوريان لوكس – كيف ومتى

ها أنتِ، مرهقة من ليلة أمضيتها باكية، مكوّمة على الكنبة،

على الأرض، قرب السرير، وأي مكان تقعين عنده، تقعين باكية،

نصف مندهشة مما يمكن الجسد فعله، معتقدة أنك لن تستطيعي

البكاء أكثر. وها هي الأشياء، جورباه، قميصه، ملابسك التحتية

وقفازاك الشتويان، كلها في كومة فضفاضة قرب باب الحمام،

وتقعين ثانية. ذات يوم، بعد سنوات من الآن، ستكون الأشياء

مختلفة، سيكون البيت، لمرة، نظيفاً، وكل شيء في مكانه، النوافذ

تلمع، والشمس تدخل بسلاسة، منزلقة على لمعان الشمع

على الأرضية الخشب. ستكونين هناك تقشّرين ليمونة أو تتفرّجين على طائر

يطير من حافة سقف البيت المجاور، ملاحظة كيف

لبرهة يقف جسده في الهواء، ثانية واحدة قبل أن يستجمع

الإرادة ليرفع جناحيه إلى مستوى الطوق ثم يفعل ذلك:

الطيران. ستكونين هناك تقرئين، ولبرهة ستكون هناك كلمة

لا تفهمينها، كلمة بسيطة مثل (الآن) أو (ماذا) أو (هو)

وستتفكّرين فيها ملياً كطفل يكتشف اللغة.

ستقولين (هو) مراراً وتكراراً حتى يصبح لها معنى،

وعندها تحين اللحظة التي تقولين فيها، للمرة الأولى، وبصوت مرتفع: (هو) ميت.

(هو) لن يرجع. وستكون المرة الأولى التي تصدّقين فيها ذلك.

*

ترجمة:سامر أبوهواش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى