زوجتي الأجنبية تحتضر ولا تريد أن تُلمَس – ورسَن شِري

زوجتي سفينة عائدة من الحرب.

يرسم الطبيب بالحبر خريطةً على جسمها،

رافعًا صدرها بإصبعين، يشرح

ما يحتاج إلى استئصال، أنّه ربما من الممكن أن نبقيَ على

الحلمة. جسمها فيضان بيت.

نحن خائفان. نريد أن نعرف

ما الذي سيأخذه الماء منّا،

وما الذي ستستولي عليه اليابسة.

ألعق شفتيّ وتخفض هي رأسها.

لاحقًا، في البيت، تهاتف أختها.

وتتحدّثان عن المصائب، عن عين الحسود، عن الخالة التي

ماتت غرقًا، عن كلّ المال الذي تحتاجان

لإرساله. إنه الصباح إذ تأتي إلى السرير

وتسمح لي أن ألمسها. وأنا مثل طفل ظامئ

قبالةَ صدرها، لجلدها

ملمسُ رَقٍّ، جافّ ويتشقّق.

تجلس زوجتي على سرير المستشفى.

هي ولباسها معًا يزنان: 41 كيلوجرام.

إنها قارب عائد من الحرب،

جسمها حريق قرية، سجن

مفتوح الأبواب. لن تدعني لأحضنها

الآن، إذ تحتاجني أكثر من أي وقت مضى.

نحملق في شاشة التلفاز في زاوية الغرفة.

أفكّر في كل الصور التي يجب أن تحمل في جسدها،

كيف للذكرى أن تترسّخ في ورم.

الشفقة مثلها مثل الحرب،

تقول، كلاهما يقتلك

ببطء مثل سرطان في الثدي

أو بسرعة مثل منجل على العنق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى