طريقة الأشجار في الوقوف – حمزة حسن

إلى أين أذهب الآن؟ في هذا الوقت من الليل. حبيبتي تغلق نافذتها بعد الواحدة وخمس دقائق، لا حصى في الجوار، ولا أقوى على الرماية من هذه الجادة. كما وأنني –لأسباب نفسية- لا أحب حمل مفاتيح بيت أبي.

في غرفتي، ستغفو الساعة وحدها، بلا صوتي، ولن تكف الأشباح عن اللعب في بنطالي النائم خارج الدولاب.

إلى أين أذهب الآن؟ لا سينما في المدينة؛”هناك الكثير من القبلات البطيئة في المشاهد، والعتمة بدعة.” يقول شيخ المدينة. الإذاعات المحلية أطلقت صوتها المشوّش، المقاهي تبدأ بتقديم خدماتها السيئة، ورجل عملاق أخذ كل القطع الموسيقية في كيس أسود، وهرب.

في هذا الوقت من الليل، لوحات المتاحف تجلس في الحديقة، غير مرحب بي؛ لأنني لا ألبس إطاري الخشبي. أصدقائي يشربون المتة مع حبيباتهم، وقبر آرثر رامبو في مارسيليا. إلى أين أذهب الآن؟

أعمدة الإنارة، الشوارع الناعسة، كلمة الضوء في القصائد الركيكة، الهاتف النقال، الوطن الذي يتأرجح على خشبة، ليتون ميستر، طريقة الأشجار في الوقوف، بقايا السجائر، الزجاجات مجهولة الماركة، رائحة جسدي، كل شيء يفقد قيمته في هذا الوقت من الليل.

في هذا الوقت من الليل، إلى أين يذهب الهاربون من الألم؟

تعليق واحد

اترك رداً على Amla

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى