عواطف بركات – إنّه الليلُ

إنّه الليلُ أيها السادة
لاتقتربوا كثيرا
كيلا تفجعكم أنيابُ الوردة
ولا تبتعدوا كثيرا
كيلا يؤلمكم الجهل
فلتتفضلوا إلى ساح الصمت
سنخبركم
عن أشيائنا المرفوعة على الأكف
وسنومئُ لقطعان مخاوفنا
لدخول مراعي اطمئنانكم
إنّه الجنون أيها السادة
فأي عقل يحتمل الفكرة الشائعة عن الموت؟!
مادمنا بعد الجهد فسّرنا الماءَ بالماء
والدمَ بالدّم
والانتظارَ بالشّعر
من سيخبركم سوانا
عن الحيرةِ
وكيف يلتقطُ اللاهثُ أنفاسه أخيرا في الجنازة
والأبلهُ كيف عانق الجدارَ ونام
والعاشقُ كيفَ صلّى للهاوية وقضى
إنّه الطريق أيها السادة
فماعبرتم ولا عبرنا
فلتتنهدوا الصعداء
لاشيء يوجعُ الميت َسوى الحياة
لاأحد يعيدُ إخراج المشهد
سوى الطفل
الذي يصفقُ ببراءة
على مقعدٍ أخير في الحقيقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى