فريدريك نيتشه – مُـعـتَـزِل

تَـنعِـق الغِـربانُ

وتَعـطِـفُ بـدوران سـريع صَـوبَ المديـنة:

سيتسـاقط الـثَّـلـجُ حـالاً.-

سعـيدٌ ذلك الـذي لا يـزال- لـه وطـن!

.

الآنَ تـقـفُ أنتَ مُـتَخشَّـباً،

تـنـظـرُ إلى الوراء، آه! كم من الـوقت مضى عليك!

ماذا؟ هـل أنتَ أحـمـقُ

هـربتَ مـن الشِّـتاء إلى الدّ ُنـيا؟

.

الدّ ُنـيا – مَنـفـذٌ

إلى ألـفِ صحـراءَ خـرساءَ وبـاردةٍ!

الذي خسَـرَ

مـا خَسَرتَ، لا يَحُـطّ ُالرِّحالَ

في أيِّ مكانٍ.

.

الآنَ تَـقِـفُ شـاحـباً،

تطاردك لعنـةُ رِحْـلةِ الشِّتـاء،

مـثـلَ الدُّخـانِ،

الذي يبحث دومـاً عن سمـاواتٍ أكثـرَ بُـرُودَةً.

.

حَـلِّـقْ، يـا طـيرُ، مقَـعـقِـعـاً

أُغنـيـتُـكَ في نَغـماتِ طَـيْـرِ الصَّحارى!-

أَخْـفِ، يـا مجـنونُ،

قـلـبَـكَ الدّامـيَ في ثلـجٍ وازدراء!

.

الغِـربانُ تَـنـعِـقُ

وتَعـطِـفُ بدوران سـريـعٍ صّـوْبَ المديـنة:

وسيتَسـاقـط الثّـلـجُ حـالاً،-

الويـلُ لمـن لا وطـنَ لـه!

*

ترجمة : د. بهجت عباس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى