في وصف العبث – شهد الشمالي

إليكَ أيها الوجودُ
عن ظهرِ القصيدةِ الكونية
فلتقرأ تعطُّشُكَ فرسخاً فرسخاً
تاريخُكَ في دُنيانا
في تقاسيمِ الأنشاجِ أيها العظيم
استلقِ جانِبِنا
حدِّقْ حيثُ حُلمكَ الجميلَ
حيثُ حُلمنا المروّع
دعْ أرضكَ تمتصُ بهاءنا
وتحتضنُ العصافيرَ مُحرِّمةً المُحرم
متأكدون من كل بدايةٍ
حين زرعنا الشّلال في الطّمي
وحصدنا الغفرانَ المستحيلَ
اعترتكَ الألوهةُ خطأً
لمّا نزلنا إلى النهرِ
لاحقين قدماً استهوتها خطوةً
اِشتعل أيها الكائن
اِنهب الديمومةَ
قابِل النموذج
كما جلسَ النجمُ على السديم
ودلّى قدماهُ فإذ بهما في عالمٍ سفلي
وداعاً يا ساعات النسلِ
بجسدي الذي من كواكبٍ وأنيابٍ
خارجةً إلى الحصارِ من الحصار
بكلِ الأشكالِ صاعدةً الدَرَج
بالحبرِ والطين
أحاول وصفكَ ويحكمني العبث
من العماءِ إلى الكون
اِنهب الخلقَ وتساقط علينا
بالدهشةِ والدم والمصائرِ والخِيام
فقد عدتُ من أول الطريقِ
لأمسحَ ما كتبتُ
وأكتبُ ما مسحتُ
عدتُ
ولتكن الرياحُ نائمةً
فليستقرّ سهمي
أنا الكائن الذي أخطأ الطريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى