كيم أدونيزيو – الغرفة

عند الباب كلّ ضيف مثقل بأسف.

امرأة بشال أبيض تصحب

عائلة من الموتى. كانت في المطبخ

حين ضربَ الزلزال، سمعت صراخ

أولادها في الغرفة المنهارة، رأت

أجسادهم وهي تُخرج، معفّرة، من تحت الأنقاض.

تضع أسماءهم الواحد بعد الآخر

على الميزان، تطويهم

كالغسيل وتدخل.

رجل متعب يتردد محرجاً ثم

يضع خصيتيه وقضيبه المقطوع على الصينيّة.

بعد ثانية يعاود سحبها بسرعة

ويعيدها إلى جيبه. العاشقان وراءه يشبكان ذراعيهما

ويدخلان كواحد، بعد أن زانا

حفنة من خلايا T ..(*) ، غبار يدوّم

خلفهما.

أنت التالية بقلبك المحطم حديثاً.

لكنك تقفين متردّدة.

تستطيعين أن تري كم أنت مثيرة للشفقة،

كيف سيستلقي قلبك هناك مقهوراً،

قطعة لحم على الميزان (**)،

الإبرة التي فوقه ترف عند الصفر.

فجأة

تشعرين بالخزي من كونك بشرية.

تقفين هنا

محدقة بغباوة إلى داخل الغرفة: قصص ونحيب،

بضعة عناقات، ومقاطع من أغنيات.

لا تستطيعين تخيل السعادة في ظروف كهذه،

أو لمَ أنت هنا مع حزنك

على لا شيء ـــ وجه، جسد نجحت في نسيانه

لساعات، سيتحولان بالتدرج، في لحظة،

تدركين ذلك، ندماً قاتماً ـــ

واثقة من أنك لا تنتمين إلى هذا المكان، تديرين ظهرك

للذهاب إلى البيت لتكوني وحيدة مع تلفزيونك

وربما مع شراب قاس يقي قلبك من الأنين.

لكن الرواق محتشد بأناس آخرين يدفعون بك إلى العتبة،

كل منهم لا يطيق صبراً للدخول،

لذا تفعلين الشيء الوحيد القادرة عليه:

تضعين حملك ليزنه الملاك

ويرجعه إليك،

ثم تدخلين غرفة الأحياء.

__________

* الخلايا المساعدة في الجهاز المناعي الخلوي

**في الأصل الوضم: خشبة غليظة يقطع عليها الجزار اللحم

*

ترجمة:سامر أبوهواش

زر الذهاب إلى الأعلى